الحكومة التونسية تتعهد بالضغط على واشنطن لتسلم المعتقلين الخمسة في غوانتانامو

معتقل تونسي يكشف في رسالة «الظروف اللاإنسانية التي يعيشها»

TT

تعهدت الحكومة التونسية بالقيام بمزيد من الضغط على السلطات الأميركية للإفراج النهائي عن المعتقلين التونسيين الخمسة الذين قضى البعض منهم 11 سنة في معتقل غوانتانامو الأميركي. وذكرت مصادر مطلعة بوزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية لـ«الشرق الأوسط» أن الرسالة التي وجهها عادل الحكيمي، المعتقل التونسي من زنزانته في معتقل غوانتانامو، وطلبه من الحكومة التونسية التدخل العاجل لإنقاذه من الظروف اللاإنسانية التي قال إنه يعيشها، ستكون مستندا هاما وأساسيا لتشديد المطالبة بتسلم باقي المعتقلين التونسيين.

ونشر الحكيمي الذي اعتقلته القوات الأميركية في أفغانستان منذ نحو عشر سنوات نص الرسالة بإحدى الصحف التونسية المحلية، وقال إنه «يعيش في زنزانة انفرادية دون تهوية، ووسط الأوساخ والقاذورات».

وطلب من الحكومة التونسية توجيه رسالة واضحة إلى واشنطن تؤكد استعدادها استقبال التونسيين الخمسة الذين لا تزال السلطات الأميركية تعتقلهم دون أن توجه لهم أي تهمة رسمية. وقال الحكيمي إن قرارات بإطلاق سراح المعتقلين التونسيين صدرت منذ سنين من طرف الأميركيين أنفسهم ولكن لم يقع تنفيذها حتى الآن.

وكان وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية في الحكومة التونسية قد طالب في تصريحات سابقة بتسلم «أبناء تونس»، على حد تعبيره، وقال «تونس تنتظر تسلم معتقليها بعد سنوات من الاعتقال الظالم دون محاكمة أو توجيه تهمة واضحة لهم». وكشف الحكيمي عن ظروف اعتقاله بالقول «أعاني منذ ثلاثة أشهر من عقوبات استثنائية وذلك عقابا على إضرابي عن الطعام الذي قمت به كاحتجاج سلمي على استمرار اعتقالي إلى أجل غير مسمى من دون أي تهمة. وقد دفعتني هذه الأوضاع إلى الإحساس بالألم واليأس الشديدين وحتى محاولتي الانتحار». وقال الحكيمي إن إدارة السجن فرضت على السجناء قبل الخروج من الزنزانة لإجراء مكالمة هاتفية (وهي نادرة جدا) عملية تفتيش عوراتهم، على حد ما جاء في الرسالة. وأضاف «بما أن الكثير من المعتقلين لا يتحملون هذه الإهانة فإنهم لم يستطيعوا إجراء مكالمات مع محاميهم وأحبائهم الأمر الذي تريده السلطات الأميركية». وأضاف «ننتظر الإفراج عنا وعودتنا إلى تونس خاصة بعد تغيير النظام هناك حيث كنا في السابق نخاف على حياتنا من النظام القديم». وأردف موضحا «آمل أن تقوم الحكومة التونسية بإرسال رسالة واضحة إلى الحكومة الأميركية وتبين استعدادها للترحيب بنا». وقال أيضا «ما نطمح إليه أن النظام الجديد في تونس لن يسمح باستمرار تعذيب مواطنيه».

وكان الحكيمي المولود في بن عروس جنوب العاصمة التونسية سنة 1965، درس حتى مستوى السادسة ثانوي ثم ظل عاطلا عن العمل لسنوات قبل أن يقرر السفر إلى إيطاليا سنة 1989 وحصل على الإقامة هناك وعمل في أحد النزل. ومنذ 1994 توقفت زياراته إلى عائلته في تونس بعد أن تزوج في إيطاليا تونسية من أب تونسي وأم بلغارية. وعاش فترة في أفغانستان وبالتحديد في جلال آباد. وترجح تقارير استخباراتية أميركية أنه تدرب في معسكرات لتنظيم القاعدة. وحوكم الحكيمي من قبل النظام التونسي السابق غيابيا بالسجن مدة 20 سنة، في يناير (كانون الثاني) 2005.

يشار إلى أن العدد الإجمالي للتونسيين في غوانتانامو كان في حدود 12 سجينا، وجرى الإفراج عن سبعة ضمنهم خمسة أرسلوا إلى بلدان أوروبية مختلفة في حين عاد اثنان إلى تونس سنة 2007 هما لطفي الآغا وعبد الله الحاجي. ولا يزال خمسة منهم رهن الاعتقال من بينهم الحكيمي.