والد سنودن: ابني مستعد للعودة إلى الولايات المتحدة بثلاثة شروط

رئيس وكالة الأمن الأميركية: أحبطنا 54 مؤامرة بفضل التنصت

مؤيد لسنودن يحمل لافتة تدعم قضيته خارج مطار تشيريميتييفو بموسكو أمس (أ.ب)
TT

أكد والد خبير المعلوماتية الأميركي إدوارد سنودن الملاحق من الولايات المتحدة بتهمة التجسس، أمس، استعداد ابنه للعودة إلى بلاده شرط ألا يتم اعتقاله قبل محاكمته وألا يتم إرغامه على الصمت وتمكينه من اختيار مكان محاكمته. وقال لوني سنودن في تصريحات لقناة «إن بي سي» الإخبارية: «حتى هذه المرحلة، لا أشعر بأنه ارتكب خيانة». وأوضحت القناة أن الوالد لم يتحدث مع ابنه منذ أبريل (نيسان) الماضي. واعتبر لوني سنودن أن ابنه «خرق القانون الأميركي بمعنى أنه كشف معلومات سرية. بالنسبة للأشخاص الذين يريدون تصنيفه كخائن، لقد خان الحكومة لكنني لا أعتقد أنه خان شعب الولايات المتحدة».

وأشار لوني سنودن إلى أنه أرسل بواسطة محاميه رسالة إلى وزير العدل أريك هولدر شرح فيها أن المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية يعتزم العودة إلى الولايات المتحدة شرط ألا يتم اعتقاله فورا ولا يتم إرغامه على التزام الصمت وتمكينه من اختيار المكان الذي ستقام فيه محاكمته.

وأبدى والد سنودن خشيته من وجود استغلال لقضية ابنه من جانب موقع «ويكيليكس» الذي ساعده على مغادرة هونغ كونغ إلى موسكو. وصرح لوني سنودن «لا أريد تعريضه للخطر لكن لدي مخاوف تتعلق بالأشخاص المحيطين به»، مضيفا: «أفكر في (ويكيليكس)، إذا ما بحثتم في ماضيهم ترون أن هدفهم لم يكن دائما (الدفاع) عن دستور الولايات المتحدة بل أولا كشف أكبر كمية من المعلومات».

ودخل سنودن أمس يومه السادس في مطار تشيريميتييفو بموسكو بعد أن غادر هونغ كونغ الأحد في حين ألغت واشنطن جواز سفره وطالبت بتسليمها هذا المستشار السابق في المعلوماتية لأنه كان مصدر تسريب معلومات خطيرة عن برامج أميركية للتجسس على الاتصالات.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» أمس عن أحد موظفي مطار تشيريميتييفو قوله إن «الجهات الرسمية الروسية لم تتسلم رسميا بعد ما يتطلب عليه الرد بشكل رسمي بما يعني أن أحدا لن يرد على أي تساؤلات افتراضية». وأشارت الوكالة إلى أن مصادر مطار موسكو تحاول بشكل غير مباشر إيجاز مواقف السلطات الرسمية التي تؤكد أن لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذه المشكلة. وأوجزت هذه المصادر ما سبق أن صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف حول أن روسيا لن تتخذ أي إجراء عقابي ضد سنودن ولن تسلمه للولايات المتحدة التي يعترف الجميع بأنها لم تتقدم رسميا إلى السلطات الروسية بطلب تسليمه.

وقالت «إنترفاكس» نقلا عن مصادرها إن السلطات الرسمية الأميركية وضعت السلطات الروسية في وضع لا تحسد عليه بعدم إبلاغها في حينه بقرار إلغاء جواز سفره. وأشارت إلى أنها (أي السلطات الروسية) لو علمت في حينه بإقرار إلغاء جواز سفر سنودن، لما وافقت على سفره على متن الطائرة الروسية إلى موسكو. وتمضي المصادر في استنتاجاتها الافتراضية حول مستقبل سنودن لتقول إن السلطات الروسية مدعوة لإبداء أكبر قدر من الصبر وضبط النفس إلى حين إعلان أي من فنزويلا أو إكوادور عن الموقف من طلب منحه حق اللجوء السياسي. وقالت إن سنودن يستطيع في هذه الحالة أن يستقل الطائرة الروسية في رحلتها الدورية إلى هافانا من دون خوف من اختطافها أو إرغامها على الهبوط في أي من المطارات الأميركية نظرا لأن خط سيرها يقع في بعض مراحله في دائرة المراقبة الجوية لمطار نيويورك على ضوء ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما حول تعهده بعدم اعتراض الطائرة التي قد يستقلها الأميركي الهارب.

وفي سياق متصل بقضية تسريب المعلومات التي كان سنودن بطلها، قدم مدير وكالة الأمن القومي الأميركية شرحا تفصيليا لـ54 مخططا دبرها متشددون قال إنها أحبطت من خلال مراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنت. وقال كيث ألكسندر في كلمة ألقاها في بالتيمور إن قائمة القضايا التي أحيلت إلى الكونغرس شملت 42 قضية انطوت على إحباط مخططات و12 قدمت فيها الأهداف التي خضعت للمراقبة دعما ماديا للإرهاب. وأوضح ألكسندر أن الوكالة قدمت قائمة الخطط المحبطة أواخر الأسبوع الماضي لعدة لجان في الكونغرس. وأضاف أن 50 من 54 حالة وردت في القائمة أسفرت عن اعتقالات أو عمليات احتجاز. وتابع أن 25 اعتقالا أو احتجازا حدث في أوروبا و11 في آسيا وخمسة في أفريقيا. وقال إن 13 مخططا كانت داخل الولايات المتحدة.