التحقيق مع جنرال أميركي متقاعد في قضية الحرب الإلكترونية ضد إيران

الاستخبارات الأميركية تستخدم فيروسين لاختراق الكومبيوترات الإيرانية

TT

قال مسؤول كبير في وزارة العدل الأميركية إن الوزارة تحقق مع الجنرال المتقاعد جيمس كارترايت بتهمة كشف أسرار الحرب الإلكترونية ضد إيران، والتي كان يشرف عليها قبل تقاعده، بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد كشفت، في السنة الماضية، عن أن الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية تستعمل اختراعا جديدا هو «ستكسنيت» للتجسس على إيران. وفي بداية هذه السنة حققت وزارة العدل مع الصحافي الذي نشر الخبر، وسط أخبار بأنه حصل على المعلومات من الجنرال كارترايت.

وبينما رفض المتحدث باسم وزارة العدل التعليق على تصريحات المسؤول الكبير في الوزارة، الذي طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، قال المسؤول إن الجنرال ليس «متهما» قانونيا، لكنه «موضوع اتهام»، وهو تعبير قانوني بإبلاغ الشخص بأن الشرطة تحقق معه، لكنه ليس متهما.

وحسب المعلومات التي يعتقد أن الجنرال سربها، في السنة الماضية، فإنه بالإضافة إلى الضغوط الأميركية الدبلوماسية، والتهديدات العسكرية، والعقوبات الاقتصادية، ووقف صادرات النفط الإيراني، صارت الاستخبارات الأميركية تستخدم سلاحين جديدين في الحرب الإلكترونية ضد إيران: فيروس «ستكسنيت»، الذي يملك إمكانيات تجسس هائلة، ليس فقط على الإمكانيات النووية الإيرانية، ولكن أيضا على كل جوانب الحكم والحياة في إيران. وفيروس «فليم» الذي يقدر على الدخول في كومبيوترات المفاعلات الإيرانية النووية، ويعطل أجهزة الطرد المركزي.

وفي السنة الماضية، رغم عدم إعلان رسمي من أي مسؤول أميركي ملكية الولايات المتحدة لهذه الأنواع من الفيروسات، قال خبراء عالميون إنهم يعتقدون أن الاستخبارات الأميركية بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، هي التي طورت الفيروسين، وتستعملانه منذ سنوات، في كومبيوترات إيران، خاصة الحكومية والعسكرية والنووية.

وقال هؤلاء إن الفيروسات صارت أقوى سلاح في الحرب الإلكترونية التي أعلنتها الحكومة الأميركية ضد إيران، وإنه لم يعد سرا التعاون الأميركي - الإسرائيلي في هذه الحرب، وإن بعض الخصائص المشتركة بين «ستكسنيت» و«فليم» توحي بأن الدولة التي وراء «ستكسنيت» هي أيضا وراء «فليم».

في ذلك الوقت، قال رويل شوينتبرغ، كبير الباحثين في معامل «كاسبيرسكي» الروسية: «محتمل جدا أن فيروسين يعملان على نفس البرنامج. لكن باستخدام نهجين مختلفين جدا». ولم يستبعد تعاونا أميركيا إسرائيليا.

وقال خبراء آخرون إن الفيروس ربما كان عمره ما بين خمس وثماني سنوات، وإنه يركز على تنشيط ميكروفونات لتسجيل محادثات وأخذ لقطات مصورة، وإنه بعد كل هذه السنوات، لا بد أن يكون قد انتشر، ليس فقط داخل المفاعلات الإيرانية، ولكن داخل أجهزة حكومية وعسكرية، وأيضا في مجال النفط الذي عرقلت الولايات المتحدة تصديره، كجزء من حملة المقاطعات والعقوبات ضد إيران.