مشيعون أكراد يهاجمون الحكومة التركية في جنازة متظاهر

داود أوغلو يأمل في دعم ألماني لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي

كرديات يرددن هتافات ضد الحكومة التركية خلال مظاهرة في إسطنبول أمس احتجاجا على مقتل متظاهر برصاص الأمن في إقليم ديار بكر أول من أمس (رويترز)
TT

ردد مئات الأكراد شعارات معادية للحكومة أمس أثناء تشييع جثمان متظاهر قتلته قوات الأمن في جنوب شرقي تركيا، مما يؤجج المخاوف من نشوب أعمال عنف خلال احتجاجات مزمعة في أنحاء البلاد مطلع الأسبوع الحالي.

وقتلت قوات الأمن التركية شخصا وأصابت عشرة آخرين أول من أمس، عندما أطلقت النار على مجموعة من المحتجين على بناء موقع أمني جديد جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية. والحادث الذي وقع في قرية كاياجيك في إقليم ديار بكر هو الأعنف على ما يبدو في المنطقة منذ إعلان عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، وقف إطلاق النار، ويخشى أن يخرج عملية السلام الوليدة عن مسارها.

وطالب المشيعون في مدينة ديار بكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان باحترام عملية السلام، وهتفوا «تلطف يا أردوغان.. لا تدفعنا إلى الجبال»، في إشارة لمعسكرات حزب العمال الكردستاني في جبال كردستان العراق من حيث اعتادوا شن هجمات على أهداف داخل تركيا. وفي مؤشر على التضامن مع الأكراد انضم عاملون في القطاع العام لأعضاء حزب السلام والديمقراطية الداعم للأكراد في مسيرة سلمية في شوارع إسطنبول أمس، حسب وكالة «رويترز».

ويأتي التوتر في المنطقة الكردية في وقت يتصاعد فيه قلق قوات الأمن إثر احتجاجات مناهضة للحكومة تدور طيلة أسابيع في اسطنبول وأنقرة ومدن أخرى، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة الآلاف. وحاول أردوغان طمأنة الأكراد إلى أن الاحتجاجات التي تتصدى لها قوات الأمن بمدافع المياه والغازات المسيلة للدموع لن تضر بعملية السلام في الجنوب الشرقي. وقالت وزارة الداخلية إن أربعة من مفتشيها سيحققون في حادثة أمس التي ذكرت أنها وقعت حين هاجم نحو 250 شخصا موقع البناء. وأضافت أن المتظاهر قتل نتيجة إطلاق طلقات تحذيرية لفض المتظاهرين.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بقيت منطقة جنوب شرقي تركيا حيث الغالبية من الأكراد بعيدة عن حركة الاحتجاج في مناطق أخرى في تركيا. ونقلت شبكة تلفزيون «إن تي في» عن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين جيليك قوله «لم يسجل سقوط قتلى طوال نحو ستة أشهر، ولا سفكت دماء ولا شهداء نتيجة الإرهاب» في جنوب شرقي تركيا. ولمح إلى أن مجموعات لم يسمها تحاول إيجاد «صيغة كردية» للتظاهرات الأخيرة المناهضة للحكومة.

من ناحية ثانية، عبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن الأمل في أن تدعم ألمانيا ترشح بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في مقابلة مع مجلة «فوكس» الألمانية نشرت أمس، في وقت تظهر فيه برلين ترددا حيال هذه المسألة. وقال الوزير التركي إن «الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يظل أولوية استراتيجية لتركيا. ننتظر من ألمانيا بالتأكيد، بوصفها عضوا نافذا في الاتحاد الأوروبي، دعما في هذه العملية وأيضا بالنظر إلى علاقتنا الخاصة».

ورغم أن برلين وافقت الثلاثاء الماضي على أن يفتح الاتحاد الأوروبي في الخريف المقبل فصلا جديدا في مفاوضاته مع أنقرة، فإن المستشارة أنجيلا ميركل لا تفوت فرصة للإعراب عن تحفظها حيال انضمام تركيا للاتحاد.

وفي هذا السياق، أظهر استطلاع للرأي نشر في العدد نفسه من «فوكس» أن 58 في المائة من الألمان يعتبرون أن استمرار مفاوضات الانضمام مع تركيا يشكل خطأ، في حين رأى 34 في المائة فقط أن الحكومة الألمانية كانت على حق حين وافقت على فتح فصل جديد في المفاوضات مع أنقرة. وفي برنامجهما الانتخابي للانتخابات التشريعية المقبلة في الخريف، تدعو ميركل وحزبها المحافظ إلى «تعميق وتحسين الشراكة» بين الاتحاد الأوروبي وتركيا من دون أي إشارة إلى انضمام كامل.

والخميس الماضي، قالت ميركل أمام النواب الألمان «إذا كانت تركيا شريكا مهما» لأوروبا فإن «القيم الأوروبية (...) غير قابلة للتفاوض»، في إشارة مباشرة إلى المواجهات بين الشرطة التركية والمتظاهرين في الأسابيع الأخيرة.

في المقابل، رأى داود أوغلو في هذه المواجهات «إشارة إلى ديمقراطية صحية»، حيث «يمكن انتقاد جميع أعضاء الحكومة وأي رجل سياسي». وأكد أن «الديمقراطية التركية ليست ديمقراطية من الدرجة الثانية»، معتبرا أن المتظاهرين في بلاده «وظفوا» تحرك الشرطة لتحقيق «أهدافهم غير القانونية».