«تمرد» تعلن توقيع 22 مليون مصري ضد الرئيس.. واستقالة نواب بـ«الشورى»

«الإخوان» في «رابعة العدوية» والمعارضة في الميادين

سيدات مصريات يحملن وثيقة «تمرد» في مؤتمر صحافي بنقابة الصحافيين أعلن فيه عن جمع 22 مليون توقيع لإسقاط الرئيس مرسي، بوسط القاهرة، أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن 9 من نواب مجلس الشورى المصري، المنوط به حاليا سلطة التشريع مؤقتا، استقالة جماعية من المجلس، اعتراضا على استمرار الرئيس محمد مرسي في السلطة. وقالت النائبة نادية هنري إن النواب المستقيلين ملتزمون قرار الشعب المصري الذي سحب الثقة من الرئيس مرسي عبر استمارات «حملة تمرد» التي وصلت إلى 22 مليون توقيع، وفقا لما أعلنته الحملة أمس.

وتدخل مصر اختبارا جديدا اليوم (الأحد) في معركة مفتوحة على كل الاحتمالات بين قوى معارضة تطالب الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بالتنحي عن السلطة، ومؤيدين رفعوا شعار «الشرعية خط أحمر» ورابطوا بالقرب من القصر الرئاسي لـ«حمايته إذا ما تطلب الأمر»، وسط مؤشرات تنذر باتساع رقعة أعمال العنف.

وفيما بدا تغير نوعي قبل يوم من بدء تحرك المعارضة في ميادين البلاد، قالت مصادر أمنية إن تقريرا مبدئيا لخبراء المفرقعات وخبراء الطب الشرعي رجح أن تكون العبوة التي انفجرت مساء الجمعة الماضي في مدينة بورسعيد وسط حشد من قوى المعارضة، مصنعة محليا وليست أسطوانة غاز.

وقال جورج إسحق، القيادي في «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة، في اتصال هاتفي من بورسعيد (شرق القاهرة)، لـ«الشرق الأوسط»: «كنت على بعد نحو خمسين مترا من الانفجار، وألقيت العبوة على المعتصمين في ميدان الشهداء من قبل مجهولين، ونتج عنها سقوط قتيل على الفور، كما ألقيت حقيبة سوداء بها صور للزعيم جمال عبد الناصر على سبيل التعمية.. وظن البعض أن بها قنبلة أخرى».

وتابع إسحق: «لا مجال للشك في أن الانفجار ناتج عن عبوة محلية الصنع، فنحن لم نجد أثرا للانفجار في أرضية الشارع وهو أمر يحسم مسألة انفجار أسطوانة الغاز، كما أن الشظايا التي أخرجت من أجساد المصابين منتظمة الشكل».

وقلل إسحاق من تأثير الحادث على ما اعتبره «صمود المصريين وتمردهم» على حكم الرئيس مرسي، مشيرا إلى أن «المعتصمين رفضوا فض اعتصامهم وأصروا على مواصلة نضالهم». وسددت المعارضة ضربة موجعة لجماعة الإخوان يوم الجمعة، بقدرتها على حشد مئات ألوف المصريين على امتداد البلاد، قبل يومين من الحشد الذي تدعو له «حملة تمرد» منذ شهرين، لكن مراقبين يشيرون إلى أن طموحات المعارضين سوف تصطدم على الأرجح بقوى إسلامية واسعة مؤيدة للرئيس مرسي.

وقال قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، تحدثت معه «الشرق الأوسط»، أمس، إنه «لا نية لاعتصام أنصار الرئيس في محيط قصر الرئاسة.. لدينا تأكيدات أن مؤسسات الدولة ستحافظ على الشرعية الدستورية، لكننا سنتدخل لحماية الشرعية إذا تطلب الأمر».

وأعادت تحركات قوى المعارضة التي يقودها شباب «حملة تمرد» أجواء ثورة 25 يناير عام 2011. ونشر العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث العسكري، أمس، أرقام هواتف الاستغاثة في إطار خطة الجيش لحماية المواطنين والأهداف الحيوية قبل مظاهرات اليوم (الأحد).

ودعت القوى الثورية، ممثلة في «جبهة 30 يونيو»، المواطنين للمشاركة في مسيرات اليوم من عدة مساجد ومراكز للتجمع، وأعلنت تلك القوى أن وجهة بعض المسيرات سوف تكون باتجاه ميدان التحرير، بيتما ستتجه المسيرات الأخرى إلى قصر الاتحادية.

ويعتصم نشطاء في التحرير منذ إحياء الذكرى الثانية للثورة مطلع العام الحالي، لكن الأيام القليلة الماضية شهدت تزايدا ملحوظا في أعداد الخيام، كما بدأ نشطاء اعتصاما مفتوحا في محيط القصر الرئاسي.