مصريون يستعدون لمظاهرات 30 يونيو بإجراءات استثنائية

طالت المحال الكبرى.. ومترو الأنفاق يستعين بالأغاني الوطنية

TT

بينما يحبس المصريون أنفاسهم انتظارا لما ستسفر عنه مظاهرات اليوم الأحد 30 يونيو (حزيران) الحالي المعارضة للرئيس محمد مرسي، سيطرت حالة من التحسب والقلق والخوف على قطاع كبير من المصريين، وسط نذر صدام وشيك بين جماعة الإخوان المسلمين (الحاكمة في البلاد) والمعارضة وشباب ثورة 25 يناير، يرى البعض أنه مرشح للاشتعال في حال سقوط قتلى من الجانبين، الأمر الذي قد يؤدي إلى فرض حظر للتجوال في البلاد. وسط هذا الجو الملبد بالغيوم، حرص كثير من المصريين على وضع إجراءات استثنائية طالت محال كبرى ومناطق سكنية، بينما اتجه آخرون إلى أخذ إجازات مفتوحة من أشغالهم لحين استقرار أمور البلاد.

وفي مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث خلال أيام ثورة 25 يناير عام 2011 عندما تم تشكيل لجان شعبية على الشوارع والعقارات والمحال التجارية، شهدت القاهرة أمس، غلق محلات السلع الغذائية ومعارض السيارات ووضع أبواب حديدية على أبواب العقارات، تحسبا لأي إجراءات استثنائية قد تنجم جراء هذا الصدام المحتمل.

وقال صاحب معرض سيارات بوسط القاهرة يدعى حسن مصطفى (50 عاما): «أشعر بقلق شديد من الفترة المقبلة، ولدي شعور قوي بحدوث أعمال عنف واحتمال فرض حظر تجول، وهو ما دفعني إلى إغلاق محلي». أما صاحب متجر للخضراوات في ضاحية المهندسين ويدعى توفيق السيد (45 عاما)، فأوضح أنه يرى أنه بلا شك سوف يحدث الكثير من الصدام الذي يستدعي ضرورة أخذ احتياطات على محله وعلى العقار الذي يسكن فيه. ويقول نور عبد الحميد، محاسب، بينما هو منهمك في وضع قطع من الحديد والأسلاك الشائكة على العقار الذي يسكن فيه بضاحية شبرا (شمال القاهرة): «أنا خائف من صدام كبير يهدد الاستقرار ويعود بنا لأيام الثورة.. لذلك حصنت المنزل بقطع من الحديد خوفا من هجوم بلطجية مستغلين الفوضى المتوقعة».

ومن جانبه، وصف الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر، خوف المصريين وسعيهم لتأمين منازلهم ومحالهم التجارية وشراء احتياجاتهم الأساسية بأنه أحد محاور الخوف الذي تقودنا إليه الشائعات التي انتشرت بكثرة في الفترة الأخيرة، إلى جانب تشككهم في تصرفات الحكومة ونظام الرئيس مرسي الحاكم الآن، مما دفعهم إلى تحقيق نوع من الطمأنينة الذاتية عن طريق حماية منازلهم ومحلاتهم التجارية والسعي إلى المكوث في المنزل. في السياق نفسه، استبق مترو أنفاق العاصمة المصرية أمس، مظاهرات 30 يونيو، وقررت إدارة المترو أن تفتح شهية المواطنين للحث على الحفاظ على الوطن والالتزام بالسلمية، وتحولت محطاته المترامية في العاصمة وأطرافها إلى سوق للطرب والغناء، من خلال باقة من أشهر الأغاني الوطنية في جميع المحطات، والتي شكلت بإيقاعاتها ذاكرة ووجدان المصريين على مدار عدة سنوات. وقال مصدر مسؤول في مترو الأنفاق لـ«الشرق الأوسط»، إن «إذاعة الأغاني الوطنية في خطوط سير المترو الثلاثة، لحث المواطنين على عدم العنف والدعوة لاستقرار البلاد، وعدم تعطيل المرافق الحيوية أو إثارة أي نوع من أنواع الشغب تؤدي إلى تعطيل مصالح المواطنين».