رئيس وزراء بريطانيا يزور أفغانستان لدفع محادثات السلام

جنرال بريطاني يؤكد أن المباحثات مع طالبان كانت ممكنة في 2002

TT

توجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أفغانستان، أمس، في محاولة لتنشيط محادثات السلام المتعثرة مع طالبان وطمأنة الأفغان إلى أن القوات الأجنبية لن تتخلى عن أفغانستان، بعد انسحابها العام المقبل. وقال مسؤولون بريطانيون إن كاميرون حريص على تعزيز الاستقرار السياسي قبل انتخابات رئاسية في العام المقبل يأمل دبلوماسيون غربيون أن تؤدي إلى أول انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان، منذ عام 1901. وبدأت بريطانيا التي لديها في الوقت الحالي في أفغانستان 7900 جندي تقليص قواتها، وتفكيك التجهيزات، قبل انتهاء مهمة قوة المعاونة الأمنية الدولية «إيساف»، التي يقودها حلف شمال الأطلسي في العام المقبل.

وقال كاميرون للصحافيين: «نريد حلا سياسيا، والتأكد من أن لدينا حلا سياسيا. ما فعلناه في أفغانستان هو أننا أتينا إلى هنا لمنع استخدامها قاعدة للأنشطة الإرهابية، وهذا ما أنجز وكان ناجحا. ما نحتاج أن نفعله الآن هو بناء القوات المسلحة الأفغانية، وأن نتأكد في الوقت نفسه من أن السياسة في أفغانستان تمكن الجميع من أن يلعبوا دورا في مستقبل بلادهم. ونحرز قدرا من التقدم في هذا الصدد».

وفي تصريح منفصل قال مصدر عسكري كبير إن هناك حاجة لبقاء قوات غربية في أفغانستان، في إطار «مهمة للمتابعة» حتى عام 2020. تأتي زيارة كاميرون بعد 11 يوما من مراسم بمناسبة بدء المرحلة الأخيرة في تسليم القوات الأفغانية المسؤولية في أنحاء أفغانستان. ويسابق حلف الأطلسي وشركاؤه الزمن لتدريب قوات أمن أفغانية قوامها 350 ألف جندي، قبل أن يسحب الحلف جميع قواته العاملة في أفغانستان في نهاية العام المقبل، على الرغم من أنه لا تزال هناك شكوك في قدرة الأفغان على التعامل مع الهجمات المسلحة في ضوء الأعداد المرتفعة للخسائر البشرية. من ناحية أخرى، أعلن المسؤول الثاني في القوة الدولية لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف)، أمس، أن الغرب كان عليه أن يتفاوض مع طالبان قبل عشرة أعوام, وذلك بعد فشل الجهود الأخيرة لإطلاق محادثات سلام. وصرح الجنرال البريطاني نيك كارتر لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية أنه تم تفويت فرصة إحلال السلام في أفغانستان، عندما كانت حركة طالبان في موقع دفاعي في 2002 بعد الإطاحة بها من الحكم، إثر اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وأضاف كارتر أن «مقاتلي طالبان كانوا فارين, وفي تلك المرحلة لو كان لدينا بعد نظر أكبر لكنا لاحظنا أن حلا سياسيا نهائيا (كان ممكنا) من خلال جمع كل الأطراف الأفغان على طاولة الحوار، ليتباحثوا في مستقبلهم معا». وأقر كارتر أنه «مع مرور الوقت, بات من السهل التصرف بحكمة أكبر», معتبرا أن مشكلات أفغانستان هي مسائل سياسية «لا يمكن حلها سوى عبر الحوار».

وبات التوصل إلى تسوية سلام مع طالبان أولوية بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية والأسرة الدولية, في الوقت الذي تشهد فيه أنحاء عدة من البلاد أعمال عنف انفصالية، وتستعد فيه القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة لمغادرة أفغانستان العام المقبل.