اليمن: هادي يستمر في محاولة حل الأزمة بين الأطراف السياسية في البرلمان

ابن عمر مجددا في صنعاء.. ومؤتمر الحوار الوطني يدخل مرحلة حاسمة

TT

عقد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، اجتماعا خاصا برئيس البرلمان يحيى الراعي ورئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة وأعضاء الحكومة والبرلمان، وذلك في محاولة للتوصل إلى الأزمة التي تعصف بأطراف التسوية السياسية تحت قبة البرلمان، في وقت عاد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر للإشراف على التسوية السياسية في مرحلة حاسمة يمر بها الحوار الوطني الشامل.

وقالت مصادر برلمانية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع الذي جمع الرئيس هادي ورئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة ورئيس مجلس النواب حاول إنهاء الانقسام القائم في مجلس النواب (البرلمان) في ظل مقاطعة أحزاب «اللقاء المشترك» التي ترأس حكومة الوفاق وتشارك حزب المؤتمر الشعبي العام في الحكومة وهما الطرفان اللذان يختلفان في الوقت الراهن تحت قبة البرلمان، وأشار المصدر إلى أن كتل المشترك وكتل التغيير تقاطع أعمال المجلس منذ مطلع العام الحالي بسبب «انتهاء فترته القانونية، إضافة إلى استمرار كتلة حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح في البرلمان إصدار مشاريع قوانين وإرسالها إلى وزارة الشؤون القانونية التي ترفض تلك المشاريع التي تعد غير قانونية بسبب عدم اكتمال نصاب البرلمان عند إقرارها»، حسب تعبير المصدر.

ويعد هذا هو اللقاء الثاني الذي يحاول فيه الرئيس اليمني نزع فتيل الأزمة التي تعصف بالأطراف السياسية المشاركة في التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية، بعد مقاطعة كتل المشترك والتغيير ومطالبتها بانتخاب رئيس توافقي للبرلمان وأمر هادي البرلمان بالانعقاد اليوم (الأحد) بكامل أعضائه، وأضاف مخاطبا المجتمعين أن «على القوى السياسية مجتمعة أن تتوخى الموضوعية في أدائها وتغلب مصلحة الشعب اليمني وخروجه من الأزمة فوق كل المصالح الضيقة والشخصية والجهوية حتى نستطيع استعاده الحياة الطبيعية وتلافي التداعيات الكارثية التي تركتها الأزمة المشتعلة مطلع عام 2011»، ودعا مجلس النواب والوزراء إلى العمل «بروح الفريق الواحد وليس لحساب أحزاب أو أشخاص أو جهات بعينها ووفقا لما حددته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2051». مؤكدا أن المجلسين يستمدان شرعية الأداء في ترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن على أساس مقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وهذا هو برنامج العمل السياسي وليس هناك أي برنامج آخر.

في هذا الوقت، عاد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء لبدء جولة جديدة من المشاورات والإشراف على سير التسوية السياسية، وحسب مصادر سياسية فإنه سيجري لقاءات تتعلق بالأزمة في البرلمان وبمسيرة مؤتمر الحوار الوطني مع العد التنازلي لعمله، في وقت يدخل المؤتمر مرحلة حاسمة، حيث يبدأ المؤتمر اليوم التصويت على تقارير الفرق الميدانية والخاصة بالقضية الجنوبية وقضية صعدة وقضية بناء الدولة وشكلها المستقبلي، بعد أن استكملت الفرق عملها في هذا المضمار.

وفي التطورات الأمنية، لقي ضابط في المباحث الجنائية مصرعه في العاصمة صنعاء على يد مسلحين في شارع بغداد، قبل أن يتحول الشارع إلى ثكنة عسكرية، حيث تجمع أفراد قبيلة الضابط في المنطقة وقاموا بقطع الشارع وإحراق الإطارات وإطلاق النار في الهواء، ويتردد أن القتلة هم من قبيلة في منطقة رداع بمحافظة البيضاء بوسط البلاد وهي قبيلة ينشط في أوساطها تنظيم أنصار الشريعة أو «القاعدة» ويعد أفرادها من أبرز الداعمين للتنظيم والذين يقودونه في منطقتهم وقد قتل عدد منهم في عدة غارات جوية بطائرات أميركية دون طيار.

وفي السياق ذاته، فجر مسلحون قبليون في شرق اليمن أنبوب النفط الرئيس الذي يمتد من مأرب وحتى ميناء صافر لتصدير النفط في غرب البلاد، وهذه هي المرة الثانية التي يستهدف الأنبوب في غضون نحو أربعة أيام، في وقت تتواصل عمليات استهدافه وتفجيره من مجاميع مسلحه تطلق عليها السلطات اليمنية تسمية «المخربين».