موسكو تقترح عقد «اتفاق خاص» مع واشنطن لحل أزمة سنودن

أميركا تنفي إيفاد بيرنز إلى روسيا للتفاوض حول الشاب الملاحق بتهمة التجسس

TT

قالت مصادر روسية إن إدوارد سنودن العالق في مطار موسكو والمطلوب من قبل الولايات المتحدة بتهمة التجسس، لا يستطيع مغادرة المطار قبل أن يحدد وضعيته القانونية كلاجئ سياسي لدى أي من بلدان أميركا اللاتينية التي قالت إنها قد تمنحه اللجوء. وأشارت المصادر التي نقلت تصريحاتها وكالة «إنترفاكس» من دون أن تكشف عن هويتها، إلى أن الأمر يتطلب لقاءه مع أي من ممثلي سفارتي فنزويلا أو إكوادور وهو ما لم تكشف عن احتمالاته أي من السفارتين. وأضافت الوكالة نقلا عن مصادر في مطار شيريميتيفو في موسكو أن سنودن ومرافقته سارة هاريسون لم يكشفا بعد عن رغبتهما في حجز بطاقتي سفر إلى هافانا أو أي من المقاصد الأجنبية حتى الآن.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» أيضا عن مصادر دبلوماسية أن روسيا والولايات المتحدة تستطيعان عقد «اتفاق خاص» في ما بينهما حول تسليم المطلوبين وهو ما كانت روسيا حاولت التوصل إليه في مايو (أيار) 2012 من دون رد إيجابي من جانب الولايات المتحدة. وكشفت المصادر عن أن إكوادور أعربت عن رغبتها في عقد مثل هذا الاتفاق مع روسيا وهو ما أعلنته رسميا مصادر وزارة خارجية إكوادور من دون الكشف عن التفاصيل. وحول المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة أشارت وكالة «إنترفاكس» إلى أن «عدم وجود مثل هذه الاتفاقية حول تسليم المطلوبين لا يسمح للجانب الروسي بالنظر في تسليم موظف الاستخبارات المركزية الهارب».

وقالت «إنترفاكس» إن الجانب الأميركي لا يتعجل إرسال طلب رسمي إلى موسكو بشأن تسليم مواطنه الذي قرر إلغاء جواز سفره، كما أنه لا يوجد ما يؤكد رغبة واشنطن في عقد مثل هذا الاتفاق حول التسليم المتبادل للمطلوبين، بحجة أن الدستور الروسي يحظر تسليم المواطنين الروس إلى أي دولة أجنبية. وأضافت أن ذلك لا ينفي إمكانية ذلك على ضوء ما وقعته واشنطن من اتفاق مماثل مع فرنسا التي يحظر دستورها أيضا تسليم مواطنيها.

وأعادت الوكالة الروسية إلى الأذهان أن يوري تشايكا النائب العام لروسيا الاتحادية زار واشنطن في مايو (أيار) من العام الماضي حيث التقى نظيره الأميركي أريك هولدير وسلمه مشروع اتفاق حول التعاون بين البلدين في هذه المجالات وهو ما لم يتسلم ردا عليه حتى اليوم.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين أشار في مطلع الأسبوع الماضي إلى أن روسيا لا تستطيع تسليم سنودن نظرا لعدم وجود مثل هذه الاتفاقية بين البلدين. وقد حظيت هذه القضية باهتمام واسع النطاق في الأوساط السياسية والقانونية الروسية على ضوء اهتمام موسكو بتسلم عدد من مواطنيها المسجونين في الولايات المتحدة تنفيذا لعدد من الأحكام الصادرة ضدهم ومنهم فيكتور بوت تاجر السلاح الذي حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما بتهمة محاولة تهريب أسلحة إلى منظمات إرهابية في أميركا اللاتينية بعد أن استطاعت الولايات المتحدة تسلمه من تايلاند التي كانت ألقت القبض عليه في وقت سابق. وكان شقيق بوت أعلن في أول أيام الأزمة وبعد الإعلان عن وصول سنودن إلى موسكو عن مناشدته للقيادة السياسية الروسية التي يعرفون عنها تعاطفها مع قضية بوت لاستبدال فيكتور بوت بسنودن.

ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر أميركية أنها أشارت إلى أن واشنطن نفت ما تردد من أنباء حول إيفاد ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية والسفير الأميركي السابق لدى روسيا إلى موسكو للتفاوض حول تسليم موظف الاستخبارات الأميركية الهارب إدوارد سنودن. وقالت إن بيرنز موجود في منطقة الشرق الأوسط في إطار تكليفه بمهام أخرى، وإنه لن يتوجه إلى العاصمة الروسية في المستقبل القريب.

من جانبها، نقلت قناة «روسيا-24» الإخبارية الروسية الرسمية عن ريكاردو باتينيو وزير خارجية الإكوادور إعلانه عن أن بلاده تجري محادثات مع روسيا حول مصير إدوارد سنودن، لكنه لم يكشف عما إذا كان الجانبان توصلا إلى اتفاق ما بهذا الشأن.