عشرات الآلاف من أنصار المهدي يتحدون نظام الرئيس البشير ويطالبون بتغييره

حزب الأمة المعارض يدشن مشروعه للتغيير «تذكرة تحرير»

TT

في أول استعراض قوة بين نظام الرئيس السوداني عمر البشير ومعارضيه، احتشد عشرات الآلاف من جماهير حزب الأمة المعارض بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، فضلا عن ناشطين ومعارضين وتنظيمات شبابية وجهت لهم الدعوة للمشاركة في استعراض القوة الذي نظم أمس بميدان الخليفة بمدينة أم درمان.

وردد المحتشدون الذين يقدر عددهم بزهاء عشرة آلاف، هتافات مؤيدة للمهدي، ومناوئة لحكم الرئيس البشير، ومطالبة بإسقاط نظام الحكم، من قبيل «الشعب يريد إسقاط النظام، وإحلال.. ارحل، لن نصادق غير الصادق»، فيما حمل بعضهم لافتات تنادي برحيل نظام الحكم، وبدت الحشود التي تقاطرت من مناطق مختلفة من البلاد متعطشة للتغيير، وحمل بعض جماهير الأنصار أسلحتهم البيضاء، فيما رفع بعضهم «الأكفان» على أسنة رماحهم مبدين استعدادهم لبذل الروح من أجل التغيير، بل وإن بعضهم قالوا لـ«الشرق الأوسط» إنهم بايعوا بيعة الموت، وطلقوا نساءهم حتى لا تكون عليهن عدة، وهو تقليد «جندري» سوداني قديم، مهرا لنظام جديد.

وقالت القيادية بالحزب وابنة المهدي مريم لـ«للشرق الأوسط» إن حزبها بدأ حملته الساعية لإحداث تغيير سلمي، وإن الاحتشاد، وكلمة زعيم الحزب تهدف لإيصال رسالة واضحة للنظام، ووضعه أمام خيارين، إما قبول الجلوس على مائدة مستديرة مع القوى السياسية المختلفة دون عزل لأحد، لإنقاذ السودان من التمزق، وإحداث التحول الديمقراطي، وإفشاء السلام، ومواجهة الأوضاع التي يعيشها الشعب، أو العمل لتغييره عبر العمل السياسي المدني.

وأضافت «كريمة» المهدي، إن حزبها شرع في إنفاذ برنامجه للتغيير الذي أعلنه المهدي في وقت سابق من الشهر الحالي، القائل بأن استمرار سياسات حكومة الرئيس عمر البشير الحالية، يقود البلاد إلى الهاوية، وأن الخيارات أمامه باتت محدودة، خيار «انتفاضة اعتصامية» متفق عليها قوميا، أو إلى «مائدة مستديرة» بين النظام ومعارضيه لإقامة نظام جديد.

ويدشن المهدي دعوته للتغيير ومبادرته «ميثاق النظام الجديد»، باعتبارها «منقذا» للسودان من حاضره المأزوم، ومستقبل ستجعله الحلول المفروضة بالقوة مأزوما.

ويوقع أمام الحشد «مشروع ميثاق لنظام جديد»، وأن المشروع سيتواصل ويتصاعد ليصل إلى حملة «توقيعات» واسعة تحت عنوان «تذكرة تحرير»، تتطور إلى «اعتصامات» جماهيرية في الميادين بأنحاء البلاد كافة، دعما للمطلب الشعبي بتغيير النظام.

وحسب القيادية بالحزب، فإن حزب الأمة سيطرح مشروعه للتغيير، ورؤيته للقضايا السودانية والإقليمية.

يشار إلى أن الحشد الذي تجمع في ميدان الخليفة أمس يعد أحد أكبر التجمعات الشعبية المناوئة لنظام الرئيس البشير، وفي الوقت ذاته دعا التحالف المعارض وضمن حملته للتعبئة من أجل إسقاط النظام إلى ندوة جماهيرية بميدان «المولد» أحد أكبر الميادين في السودان غدا، فيما تنشط قوى شبابية وجماهيرية للتعبئة من أجل إسقاط النظام.