لقاء مرتقب بين كيري ولافروف على هامش «آسيان»

أعضاء كونغرس في المنطقة لدراسة تأثير الأزمة السورية على الأمن القومي الأميركي

جون كيري وسيرغي لافروف خلال اجتماعهما في باريس في 27 مايو الماضي (أ ف ب)
TT

غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري منطقة الشرق الأوسط أمس متجها إلى بروناي والسعادة تغمره، سيما أن «دبلوماسيته المكوكية» بين العاصمة الأردنية عمان والقدس المحتلة أفضت إلى إحراز «تقدم حقيقي» في ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وأن «بداية مفاوضات الحل النهائي ستكون في متناول اليد»، على حد وصفه. لكن «سعادة» كيري لن تدوم حتى وصوله إلى سلطنة بروناي للمشاركة في منتدى رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)؛ إذ من المنتظر أن يلتقي على هامشها نظيره الروسي سيرغي لافروف للتباحث في الأزمة السورية وقضية الأميركي إدوارد سنودن العالق في منطقة الترانزيت بمطار موسكو، والمطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التجسس.

واستبق كيري «اللقاء المنتظر» في بروناي بالقول إن الوضع خطير في سوريا، وقال في مؤتمر صحافي مقتضب في مطار تل أبيب إنه «لا حل عسكريا للوضع في سوريا، وإن التسوية السياسية هي الحل الوحيد»، مضيفا أن «الوضع في سوريا خطير.. نأمل كثيرا في أن مفهوم التسوية السلمية، بغض النظر عما يحدث في حمص، وبغض النظر عما يحدث في أي مكان آخر، هو الطريقة الوحيدة لمحاولة إنقاذ سوريا».

من جانبها، نقلت «روسيا اليوم»، القناة الحكومية الروسية الناطقة بالعربية، أن لافروف سيستوضح من كيري مزاج الجانب الأميركي فيما يتعلق بعقد المؤتمر الدولي بشأن سوريا، وكيف أن الخلافات داخل المعارضة تعقد الوضع القائم، وتصعب من فرص موعد عقد «جنيف2» بالإصرار على رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق للاشتراك.

واجتماع الوزيرين سيكون السابع بينهما منذ تولى كيري منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويأتي غداة فشل اجتماع تم الأسبوع الماضي في مدينة جنيف السويسرية بين وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، ونائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف، إضافة إلى الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا.

وتميزت الاجتماعات الستة السابقة بين كيري ولافروف بنوع من «الودية»، على عكس لقاءات لافروف بوزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي كان يشوبها التوتر. لكن كيري اتخذ موقف متصلبا اتجاه الروس الأسبوع الماضي على خلفية رفض موسكو تسليم سنودن لواشنطن، مهددا بأن ذلك ستكون له «عواقب» على علاقات الولايات المتحدة مع روسيا والصين.

في غضون ذلك، يتوقع وصول كارل ليفين رئيس لجنة شؤون التسليح في مجلس الشيوخ الأميركي، يرافقه السيناتور المستقل وعضو لجنتي الاستخبارات والتسليح إنجوس كينغ، إلى تركيا في زيارة «تقصي حقائق» حول سوريا، تشمل أيضا الأردن.

وتأتي هذه الزيارة في ظل انقسامات يشهدها مجلس الشيوخ بين مؤيد لتدخل عسكري أميركي ضد نظام الرئيس بشار الأسد، أو على أقل تقدير تزويد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة، ويتزعم هذا التيار الديمقراطيان ليفين وروبرت مينينديز والسيناتور الجمهوري جون ماكين، وبين معارض يحذر الرئيس الأميركي من مغبة «مغامرة» أميركية أخرى في «الرمال المتحركة» لمنطقة الشرق الأوسط، ويتزعم هذا الفريق الديمقراطيان توم أودال وكريس ميرفي والجمهوريان مايك لي وراند بول.

ووفقا لما صرح به مكتبا عضوي مجلس الشيوخ فإن ليفين وكينغ سيقومان بلقاء مسؤولين في الدولتين والاجتماع بقادة عسكريين ودبلوماسيين لمناقشة مسار الأحداث في سوريا، ومدى تأثيرها على المنطقة وعلى الأمن القومي للولايات المتحدة.

وكانت تقارير صحافية نشرتها «الشرق الأوسط» قبل يومين أشارت إلى أن الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لإرسال شحنات أسلحة تتضمن ذخيرة وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ مضادة للدبابات، تعود إلى حقبة الحرب الباردة، للمعارضة السورية.

ووفقا لتقارير صحافية صادرة أمس فإن البيت الأبيض يشترط على الدول الراغبة في تسليح الجيش السوري الحر عدم إمداده بنوع محدد من الأسلحة: الصواريخ الحرارية المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، لكن صور الفيديو التي ينشرها ناشطو الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر استخدام الثوار السوريين لصاروخ صيني حراري من طراز «إف إن 6»، تقول الاستخبارات الغربية إنه لا يوجد في مخازن الأسد، ولا يمكن أن تكون «غنيمة» اغتنمها الجيش الحر.

وتنطلق الرؤية الأميركية من «حظر» هذا السلاح من مبدأ «أنه يوما ما قد تصبح الصواريخ بمتناول المجموعات الإرهابية، المرتبط بعضها بـ(القاعدة)، والتي ستعمل على إسقاط الطائرات المدنية».

وتفضل واشنطن أن يتم حل الأزمة السورية عبر الطرق الدبلوماسية، لا العسكرية، وقد دعت في الأشهر الأخيرة كلا من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني إلى وقف إمداد نظام الأسد بالأموال والمعدات والعناصر.

يشار إلى أن كيري من أنصار تسليح المعارضة السورية، وقد قال في اجتماع دول الـ11 في العاصمة القطرية الدوحة في 22 يونيو (حزيران) الماضي إنه و«بسبب التصعيد واستخدام الإيرانيين وحزب الله، توصلنا إلى أنه لا خيار أمامنا إلا من خلال تقديم مساعدة أكبر بشكل أو بآخر للمعارضة السورية، وكل دولة تتخذ قرارها بنفسها، لكن مع التزام الجميع بمساعدة أكثر للمعارضة السورية، والتزمنا بضرورة التوصل إلى (جنيف2)».