الأردن يجري دراسة حول أثر اللاجئين السوريين على سوق العمل

30% من الوافدين إلى البلاد هم في سن العمل

TT

أعلن الأمين العام لوزارة العمل الأردنية حمادة أبو نجمة أن منظمة العمل الدولية ستبدأ قريبا، وبالتعاون مع الوزارة، في إجراء دراسة حول أثر اللاجئين السوريين على سوق العمل الأردني.

وقال أبو نجمة في تصريح صحافي عقب اجتماعه أمس مع وفد من منظمة العمل الدولية يزور المملكة حاليا: «إنه تم الاتفاق والتباحث حول التحضيرات الأولية اللازمة للبدء بتنفيذ برنامج يهدف إلى دراسة أثر اللاجئين السوريين على سوق العمل الأردنية، وعلى المجتمعات المضيفة لهم، باعتبار أن هذه المجتمعات هي الأكثر تأثرا، وخاصة في محافظات إربد والمفرق وعمان».

وأكد أن العمالة السورية تعمل في قطاعات وفي فرص عمل يقبل بها العمال الأردنيون، ويشكلون منافسا قويا للعمال الأردنيين على فرص للعمل، مقدرا عدد العمال السوريين الذين يعملون في الأردن بما يتراوح ما بين 150 إلى 160 ألفا معظمهم من اللاجئين، لافتا إلى أن 30 في المائة من إجمالي أعداد اللاجئين الذين دخلوا البلاد هم في سن العمل. وأوضح أبو نجمة أنه بعد القيام بزيارات ميدانية لمفتشي العمل تأكد للوزارة أن هناك نسبة كبيرة منهم من الأطفال السوريين الذين يعملون في سوق العمل، مرجحا عددهم بنحو 30 ألفا يعملون في سوق العمل الأردنية حاليا.

وأضاف: «لقد تبين للوزارة أن بعض العاملات السوريات يشترطن تشغيل أطفالهن برفقتهن في قطاع الزراعة كي يقبلن بالعمل في هذا القطاع».

وأكد ضرورة معرفة كيفية التوفيق بين تأهيل وتدريب العمالة السورية مع توفير فرص العمل لهم مع احتياجات سوق العمل وفرص العمل التي توفرها وتلبية هذه الاحتياجات من الأردنيين، وذلك لتشجيع العمالة السورية على الانخراط بسوق العمل مع عملية خلق فرص العمل للأردنيين خلال مراحل التنفيذ المختلفة والصعوبات التي ستواجهها. ويضم وفد منظمة العمل الدولية عددا كبيرا من الخبراء في مختلف المجالات، حيث جاء خصيصا لدراسة مدى أهمية وحاجة الأردن لدراسة المشكلات والتبعات التي رافقت لجوء أعداد كبيرة من السوريين إلى المملكة بسبب الظروف السياسية التي تعيشها بلادهم حاليا. وكان أعضاء الوفد قد استمعوا خلال الاجتماع إلى شرح قدمه الأمين العام لوزارة العمل الأردنية حمادة أبو نجمة حول تدفق اللاجئين وأثره على سوق العمل والحاجة إلى تعزيز دور الوزارة في التعامل مع هذه المسألة، وخاصة في مجال تفتيش العمل وزيادة كوادر التفتيش.

وتأتي زيارة وفد منظمة العمل الدولية للأردن بهدف تطوير وإعداد برنامج شمولي يهدف إلى تلبية هذه الاحتياجات لمعرفة حقيقة أثر اللاجئين السوريين على سوق العمل الأردنية، وعلى سكان محافظتي إربد والمفرق (شمال الأردن) على وجه التحديد.

ويهدف البرنامج الذي سيباشر البدء بتنفيذه قريبا بالتعاون مع عدد من المؤسسات والوزارات ذات العلاقة، إلى توفير البيانات والمعلومات اللازمة حول نوع العمل الذي يعمل به اللاجئون السوريون وطبيعته، وأثر ذلك على العمال الأردنيين. كما يهدف البرنامج إلى توفير البيانات والمعلومات اللازمة عن عمالة الأطفال، خاصة في قطاع الزراعة، حيث تشير التقديرات الأولية إلى وجود ما يزيد على 30 ألف طفل سوري يعملون في سوق العمل الأردنية، وخاصة في قطاع الزراعة.

يشار إلى أن الأردن يستضيف نحو 550 ألف لاجئ سوري على أراضيه منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) 2011.