مثقفو مصر يؤازرون مظاهرات الغضب بمسيرة حاشدة للتحرير

تقدمها رموز الثقافة والفن وانضم إليها سكان الزمالك

TT

شارك المثقفون والكتاب والفنانون والشعراء المصريون بقوة أمس في مظاهرات الغضب التي عمت أقاليم مصر ضد نظام الحكم الإخواني. تجمع المثقفون أمام مقر وزارة الثقافة المعتصمين به منذ أكثر من شهر، في مسيرة حاشدة اخترقت حي الزمالك الراقي إلى ميدان التحرير. وانضم للمسيرة عدد كبير من سكان حي الزمالك، رافعين «القباقيب» الخشبية، رفضا لحكم جماعة الإخوان المسلمين؛ في إشارة رمزية لشارع شجرة الدر الذي يقبع به مقر وزارة الثقافة، وهي أشهر جارية حكمت مصر لمدة ثمانين يوما في زمن المماليك، وشهت فترة حكمها قلقا واضطرابا وفتنا، انتهت بمقتلها ضربا بالقباقيب.

تقدم المسيرة كوكبة من رموز الحركة الثقافية من الكتاب والفنانين، من بينهم الكتاب بهاء طاهر، جمال الغيطاني، محمد سلماوي، يوسف القعيد، سلوى بكر، محمد هاشم. وانضم عدد من الفنانين للمسيرة من بينهم: حسين فهمي، ليلي علوي، إلهام شاهين، نادية الجندي، نهلة سلامة، عزت العلايلي، رجاء الجداوي، ميرفت أمين، دلال عبد العزيز، كريم عبد العزيز، أحمد صيام، مها أبو عوف، سامح الصريطي، والمخرج السينمائي مجدي أحمد علي، والمخرج المسرحي ناصر عبد المنعم، بالإضافة لكوكبة من الفنانين التشكيليين، وفناني دار الأوبرا المصرية.

وقال المخرج مجدي أحمد علي، في تصريحات صحافية: «اليوم هو بداية النهاية لحكم جماعة الإخوان المسلمين، ويذكرني بيوم 25 يناير». وأضاف أن «هدفنا اليوم واضح وهو إسقاط الإخوان من الحكم لأنهم أثبتوا فشلهم في الإدارة».

وتوقع المخرج ناصر عبد المنعم أن يقدم الشعب المصري، الذي احتشد بالملايين في العديد من ميادين مصر أمس لرفض حكم جماعة الإخوان المسلمين، العديد من المفاجآت تنفيذا لرغبته. وقال عبد المنعم: «لدي إحساس أن ميادين مصر الممتلئة بأسر المصريين، سوف تسقط نظام جماعة الإخوان المسلمين، خاصةً أن الأعداد في تزايد مستمر، وهذا تعبير عن رغبة وإرادة حقيقية في التغيير، وأتوقع أن تنتصر إرادة الشعب، حتى وإن لم نحسم الأمر في يوم أو يومين، إلا أنه لا بد من الاستمرار، واتباع سياسية النفس الأطول».

وأضاف عبد المنعم أن «الملايين التي في الميادين، نزلت بدوافع وطنية حقيقية، ودون إملاءات من أحد.. أما الذين هم في رابعة العدوية (مؤيدو النظام)، فقد نزلوا تنفيذًا لأوامر عليا، ولتطبيق مبدأ السمع والطاعة. وبالتالي فإن الفارق كبير جدا».

وحذر عبد المنعم من أن «بعض الفئات قد تسعى لجر المشهد تجاه العنف، لكن سلمية المتظاهرين ستحجم هذا العنف. وهذا ما يجعلني متفائلا وقلقا في الوقت نفسه من إراقة أي دماء مصرية في الجانبين، ولكن هذا الشعب الخلاق سيقدم مفاجآت لن يتوقعها أحد».

وقال الفنان الكبير حسين فهمي إن «ما تشهده مصر اليوم من مظاهرات حاشدة شملت كل أرجاء الجمهورية هو بداية ليوم الاستقلال من الاحتلال الإخواني، ولا بد من الاستمرار في هذه الثورة حتى النهاية».

وأضاف فهمي أن «الشعب قال رأيه في هذا النظام وليس في حاجة لرأي الأميركان أو القطريين والذين يقولون إنه رئيس أتى بالصندوق أقول لهم إنه فشل فشلا ذريعا، وجر البلاد إلى حالة من الانقسام والتفتت لم تشهدها على مدار تاريخها الحديث».

وطالب الكاتب الروائي جمال الغيطاني، القوى السياسية والشباب أن يصدروا بيانا يناشد الجيش المصري بالتدخل الفوري لتغيير المشهد الحالي لصالح الشعب، وأن يتخذ الجيش موقف الحكم فقط، وأن يدير البلاد بالتعاون مع القوى السياسية. كما ناشدهم بالالتحام مع الجيش، مؤكدا أن «الجيش المصري لا يريد الحكم، وعلينا أن نثق في هذا، وما يحدث في مصر الآن ينقصه تحرك الجيش فقط. وعليه أن يتحرك لحماية الأمن القومي المصري لمصر، وأن ينتهز هذه الفرصة ويغير المشهد لصالح الشعب المصري».

وقال الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحادي كتاب مصر والعرب، إن أعداء تظاهرات اليوم هم الذين سيلجأون للعنف، لأنهم يريدون مصادرة أي محاولة لكسب الحرية. وأضاف سلماوي: «أتمنى أن تمر التظاهرات بسلام، فكل الشباب المشاركين مصريون على أن يكون تظاهرهم بسلمية». وتابع: «أنا كنت بالميدان أمس ورأيت تجمعات الشباب، وتأكدت تمامًا أن أي أحداث شغب أو عنف سيكون مرتكبوها من خارج هؤلاء الشباب».

وأكد سلماوي على ضرورة أن يلتزم الجميع الحذر والحرص، وأن يستمروا في المطالبة بحقهم الشرعي في اختيار من يحكمهم، وأن يتخذوا مع أي مرتكب للعنف الإجراء السليم بتسليمه لقوات الجيش أو الشرطة، وذلك لإحباط أي محاولة من الجانب الآخر لإفساد المشهد العظيم الذي تقبل عليه مصر.

يذكر أن اتحاد الكتاب المصري أعلن عقب اجتماع طارئ لجمعيته العمومية يوم الجمعة قبل الماضي عن سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي رئيس البلاد، والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة، تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية. كما دعا الاتحاد إلى محاسبة المسؤولين عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة 25 يناير عام 2011، من شهداء التحرير والاتحادية إلى شهداء بورسعيد. كما طالب البيان بوضع دستور يليق بتاريخ مصر الدستوري ويعبر عن التوافق الوطني المأمول.