العريان يطرح مبادرة.. وقيادي إخواني يهدد.. و«تمرد» تمهل الرئيس

رؤى متباينة لمستقبل الأزمة السياسية بمصر

TT

طرح عدد من الفرقاء المصريين، أمس، رؤى لمستقبل الأزمة السياسية في البلاد. وأعلن عصام العريان زعيم الأغلبية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في المجلس التشريعي، أن مصر في حاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية تقود إلى انتخابات برلمانية تستعيد توازن القوى، وتعمل على تعديلات دستورية لصالح الوطن، لكن بعض القياديين من جماعة الإخوان اتبعوا طريقا أكثر تشددا، من خلال التلويح بالتصعيد ضد المعارضة، بقول جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان، إن جماعته تدرس اتخاذ إجراء للدفاع عن نفسها، في حين شدد محمد عبد العزيز أحد مؤسسي حركة تمرد المناوئة لحكم الرئيس على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقال العريان، تعليقا على الحشود التي ظهرت في الشارع المصري، بداية من يوم الأحد الماضي، إن هذا يثبت وجود «قوة تستطيع الحشد في مواجهة التيارات اسلامية»، لكن الأمر يتطلب وجود «قيادة (من هذا الحشد) على استعداد للحوار والمصالحة الوطنية»، مشيرا إلى أن «هذه الحشود بد أن تترجم نفسها في تعبير سياسي ديمقراطي عبر الصناديق والاقتراع.. وسنكون أمام حزبين كبيرين أو جبهتين تتداون على السلطة، بشرط احترام القواعد الديمقراطية والدستورية وعدم الانقلاب عليها وعدم إقصاء أحد».

ومن جانبه، توعد الحداد معارضي الرئيس، الذين هاجم عدد منهم مقار لجماعة الإخوان، منذ بداية مظاهرات أول من أمس (الأحد)، وكان آخرها حرق مقر الجماعة في المقطم. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة إن المسلحين الذين هاجموا مقر المقطم تخطوا خطا أحمر، وإن الجماعة تدرس اتخاذ إجراء للدفاع عن نفسها، وأضاف لوكالة «رويترز» أن المصريين لن يقفوا بلا حراك، ولن يتغاضوا عن الهجوم على مؤسساتهم.

وتابع الحداد أنه «من الخطير أن يلجأ تيار واحد في المجتمع إلى العنف كوسيلة للتغيير، لأن ذلك قد يحرض آخرين على القيام بالأمر نفسه. الإخوان المسلمون جماعة منضبطة». وانتقد ما قال إنه «فشل قوات الأمن في حماية مقر الجماعة».

من جانبها، أصرت حركة تمرد، التي تعتبر الشرارة الأولى في إشعال المظاهرات المناوئة للرئيس مصري منذ يوم الأحد الماضي، على موقفها. وقال محمد عبد العزيز أحد مؤسسي الحركة، إنه لا تفاوض مع النظام، وإن الحل والحسم بتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا وتشكيل حكومة تتضمن كفاءات من سياسيين لإدارة المرحلة الانتقالية، التي لن تزيد على ستة أشهر، مع تولي مجلس الدفاع الوطني الشؤون العسكرية والأمن القومي وشؤون الحدود، ثم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووضع دستور جديد للبلاد.

وكشف عبد العزيز عن خطة «تمرد» بالزحف اليوم (الثلاثاء) نحو قصر القبة الذي يتوقع أن يكون الرئيس مرسي موجودا فيه مع إعلان العصيان المدني، قائلا إن الشعب المصري اختار العمل السلمي لتغيير النظام، الذي سقط بالفعل، وإنه «لا مكان للعنف بيننا».

وعلى صعيد متصل، أعلنت «تنسيقية 30 يونيو» رفضها لأي مبادرات للخروج الآمن للدكتور مرسي وجماعة الإخوان، و«كل من حرض أو ساعد أو أفتى بما مفاده جواز استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين».