قتل 19 إطفائيا أمس خلال محاولتهم إخماد حريق سريع الانتشار في ولاية أريزونا في أسوأ حادث من نوعه منذ عقود في الولايات المتحدة.
وقالت حاكمة الولاية جان بروير، إن «الإطفائيين قتلوا بينما كانوا يحاولون إخماد الحريق الذي اندلع في يارنل هيل شمال فينكس»، مضيفة أنه «من أسوأ الأيام في حياتي».
واندلع الحريق بعد ارتفاع الحرارة والجفاف في جنوب غربي الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية في نهاية الأسبوع الماضي في أريزونا وكاليفورنيا.
وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أصدره خلال جولته في جنوب أفريقيا عن أسفه «لهذه الخسارة المأساوية».
وقال أوباما في البيان: «لقد كانوا أبطالا وإطفائيين يتمتعون بمهارات عالية وضعوا أنفسهم في خطر لحماية أرواح وممتلكات مواطنين لهم لن يتسنى لهم التعرف عليهم».
وانتشر الحريق في يارنل هيل والذي يعتقد أن مرده إلى صاعقة ضربت المكان أمس، وقال مسؤولون محليون عن الغابات، إنه «بات يشمل 800 هكتار بسبب الجفاف والرياح القوية».
وجاء على موقع المعلومات التابع لولاية أريزونا «يبدو أن الإطفائيين اضطروا إلى نصب خيامهم إلا أن النيران حاصرتهم».
وأفاد مسؤولون على موقع للإنذار من الحرائق أن سكان يارنل هيك وبيبلز فالي يتم إجلاؤهم في الوقت الحالي لأن الحريق يواصل الامتداد في المنطقة.
وقال قائد دائرة الإطفاء في بريسكوت دان فرايو، إن «مقتل الإطفائيين كان بمثابة صدمة».
وقال فريو في مؤتمر صحافي «لقد خسرنا 19 عنصرا من خيرة الإطفائيين. نحن نتخذ احتياطات للسلامة لكن مع الأسف الأمر لا يكفي في بعض الأحيان». وأظهرت أرقام نشرتها جمعية الوقاية الوطنية من الحرائق وهي منظمة غير ربحية إن «مقتل الإطفائيين في أريزونا هو من أسوأ الخسائر بين الإطفائيين نتيجة حريق غابات منذ مقتل 29 إطفائيا خلال مكافحتهم لحريق في غريفين بارك في لوس أنجليس في عام 1933. ويعتبر مقتل هؤلاء أسوأ خسارة بين الإطفائيين على أرض أميركية منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) والتي قتل فيها 340 إطفائيا، بحسب هذه الجمعية».
ومن المتوقع أن تصل مساعدات فدرالية إلى الولاية، بحسب الموقع الإخباري المحلي إلا أن المسؤولين يتوقعون أن 250 منزلا على الأقل أي نصف البيوت في يارنل هيل تقريبا سيقضي عليها الحريق.
وتابعت بروير في حديث إلى مكتب شبكة «إن بي سي» المحلي «في بعض الأحيان يمتد الحريق في هذه المناطق التي تعاني من الجفاف بسرعة فائقة وهذه الليلة مثال آخر على ذلك».
وقالت في تصريح آخر لـ«كاي بي إن إكس تي في» «أعتقد أنه حريق سريع حاصرهم بسرعة هائلة». وقال مسؤول محلي عن الغابات لشبكة «سي إن إن» إن الإطفائيين كانوا «يحفرون خندقا لاحتواء النيران».
وتابع أرت موريسون: «في الظروف العادية يتم التحقق من وجود مجال للهرب خلال حفر الخندق وبأن منطقة آمنة قد أقيمت. لكن من الواضح أن هذه المنطقة لم تكن كافية وأن النيران تغلبت عليهم».
وأقيمت صفحة على «فيس بوك» لتكريم الضحايا. ويعتبر حريق يارنل هيل من أسوأ الحرائق في أريزونا، ويأتي بعد أسبوعين فقط على حريق في كولورادو الذي قتل فيه شخصان ودمر أكثر من 360 منزلا. وعانى القسم الكبير من جنوب غرب الولايات المتحدة من ارتفاع الحرارة بشكل كبير في نهاية الأسبوع الماضي. وبدأ موسم الحرائق بشكل أكبر من المعتاد! وكانت ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو الأكثر تضررا. والاثنان حدث فيهما أربعون حريقا ناشطا في الولايات الثلاث بحسب موقع الوقاية من الحرائق.