توجه لترشيح بارزاني لرئاسة العراق مقابل التنازل عن رئاسة كردستان لحزب طالباني

مرشحان للانتخابات يتظاهران ضد قرار تمديد ولاية رئيس الإقليم

TT

أكد المتحدث الرسمي باسم ديوان رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني عائد إلى كردستان في غضون الأيام القليلة المقبلة، وأنه سيبين موقفه حول قانون تمديد ولايته كرئيس للإقليم، وقانون تمديد ولاية البرلمان الكردستاني.

ويأتي ذلك فيما تتواصل ردود الفعل تجاه القرار الأخير لبرلمان كردستان الذي مدد ولاية بارزاني لسنتين أخريين، في وقت أكد فيه المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الدكتور جعفر إبراهيم إيمينكي أن حزبه «لم يطلب تمديد ولاية الرئيس بارزاني».

وشهدت أروقة المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، وهو يستعد يوم أمس لعقد اجتماع، أجواء متوترة بسبب تداعيات موقفه الداعم لقرار التمديد، ووقعت مشادة كلامية بين العضو القيادي آريز عبد الله الذي سبق أن اعترض على تمديد ولاية بارزاني، ورئيس البرلمان الدكتور أرسلان بايز وهو عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الذي تتهمه القواعد الحزبية بالسعي لتمرير قانون التمديد لمصلحة بارزاني بالضد من رغبة القاعدة العريضة لحزبه.

وأعلن المرشحان الرئاسيان كمال سيد قادر وسفين شيخ محمد، اللذان تقدما بأوراق ترشحهما لرئاسة الإقليم إلى مفوضية الانتخابات، عن نيتهما التظاهر في مكان عام بمدينة أربيل للتعبير عن احتجاجهما على تمديد ولاية بارزاني. وبينما ينص القانون الذي صادق عليه البرلمان الكردستاني على تمديد ولاية بارزاني لسنتين أخريين فإن سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني لمح في تصريحات مقتضبة إلى أنه «ليس شرطا أن يستمر التمديد لسنتين». ولاستجلاء هذا الموقف من قيادي رفيع المستوى أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك فعلا نية لدى حزب بارزاني لترشيح مسعود بارزاني لرئاسة العراق وتخصيص منصب رئيس الإقليم للاتحاد الوطني». وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أو كشف هويته «في كل الأحوال فإن الرئيس بارزاني لا يستطيع الحكم من دون صلاحيات مطلقة، ولذلك فإنه يعلم جيدا أنه مع إعادة مشروع الدستور إلى البرلمان وتغيير النظام السياسي من الرئاسي إلى البرلماني سيتجرد رئيس الإقليم من معظم صلاحياته، ولذلك فإنه لا يريد أن يكون خاضعا للبرلمان ومتجردا من الصلاحيات، لذلك سيترك هذا المنصب التشريفي في المرحلة المقبلة للاتحاد الوطني، على اعتبار أنه سيكون منصبا ثانويا لا أهمية له، وسيترشح للانتخابات في العراق العام المقبل لرئاسة البلاد».

يذكر أنه وفقا للاتفاق الاستراتيجي الموقع بين الحزبين فإن منصبي رئاسة كردستان ورئاسة الجمهورية، التي تدخل ضمن الحصة الكردية، تتم مقايضتهما بين الحزبين، بحيث يشغل أحدهما منصب رئاسة الجمهورية في بغداد والآخر منصب رئاسة الإقليم بكردستان.

، وهذا ما سمح لطالباني بأن يشغل دورتين رئاسيتين مقابل دورتين مماثلتين لبارزاني في رئاسة الإقليم.