ناشطون: التلفزيون المصري يتحرر من قبضة «الإخوان»

أذاع بيان الجيش دون علم الرئاسة ووزير الإعلام.. وبيان الرئيس نشر على «فيس بوك»

TT

اعتبر ناشطون سياسيون وإعلاميون أن التغطية الإعلامية - الأخيرة - للتلفزيون المصري للمظاهرات والأحداث السياسية التي تجري في الميادين والشوارع بالمحافظات، بمثابة خروج عن الإطار الرسمي، وأنها تختلف كثيرا عن الصورة التي كرسها التلفزيون خاصة على مدار العام الماضي، وأن التلفزيون ومذيعيه قد تحرروا من قبضة الإخوان المسلمين ووزير الإعلام المنتمي إليهم صلاح عبد المقصود.

وأذاع التلفزيون المصري ظهر أول من أمس بيان القوات المسلحة دون علم من الرئاسة أو وزير الإعلام المصري، وفقا لما أعلنه بيان رئيس الجمهورية مساء نفس اليوم، فيما تم نشر بيان رئيس الجمهورية على صفحة الرئيس محمد مرسي الرسمية على موقع «فيس بوك»، في صيغة مكتوبة فقط ودون إذاعته على التلفزيون.

وقال الإعلامي عمرو أديب: «التلفزيون المصري رفع صورة مشهد (رابعة العدوية)، وهو المكان الذي يتجمع فيه مؤيدو الرئيس المصري من الشاشة، ووضع فقط حشود مظاهرات التحرير والاتحادية والإسكندرية المعارضة»، مضيفا: «أستطيع أن أقول: إن من يقود التلفزيون المصري الآن ليست القيادات المعينة بل هم أبناء مصر».

وكانت أنباء قد تواردت، عن تولي إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة مبنى ماسبيرو (اتحاد الإذاعة والتلفزيون) وخروج وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، إلا أنه تم نفيها، وقام وزير الإعلام بعمله كالمعتاد أمس.

وقال مسؤول بوزارة الإعلام إن الحديث عن خروج الوزير صلاح عبد المقصود عقب إذاعة بيان القيادة العامة للقوات المسلحة مهرولا هو ومستشار الرئيس للإعلام وسط هتافات العاملين مخالف تماما للحقيقة، مؤكدا أن التلفزيون هو ملك للشعب وملتزم بالمهنية والحيادية في عمله ونقله للحقيقة من كل اتجاه وليس من جانب واحد فقط كما تعمل باقي القنوات المنحازة لبعض الفصائل السياسية، وناشد المصدر وسائل الإعلام بتحري الدقة والمصداقية في نشر الأخبار.

ويشهد مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، تكثيفا أمنيا مشددا من قبل قوات الجيش، بعد ما ترددت أنباء عن احتشاد العاملين أمام الاستوديوهات لوقف بث الصورة عن مظاهرات الإخوان، بالإضافة إلى توجه المظاهرات نحوه، باعتباره من أهم أذرع أي نظام سياسي للسيطرة على الحكم. وقال محمد حسين، أحد أعضاء التيار الشعبي، الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي: «لغة التلفزيون المصري هي اللي تحدد من متحكم في الدولة حاليا، وتغير تغطية التلفزيون يصب في النهاية لصالح المعارضة، وهذا أمر يعني ضعف سيطرة وزير الإعلان الإخواني والرئاسة عليه».

وتشن المعارضة هجوما حادا على التلفزيون المصري بشكل مستمر بسبب انحيازه الدائم للرئاسة وبثه أخبارا متعلقة بتأييد الرئيس مرسي، والتقليل من المظاهرات ضد الرئيس. ومنذ أيام قدم الإعلامي الشهير جمال الشاعر استقالته على الهواء مباشرة بسبب مطالباته بوقف برنامجه، وقال: إنه «يرفض أن يعامل مذيع أو إعلامي بهذا القمع»، واصفا وزير الإعلام الإخواني بـ«الفاشل والفاشي».

كما أصدر عدد من محرري قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون بيانا بادروا فيه بالاعتذار إلى الشعب المصري بسبب ضعف التغطية الإخبارية والافتقار إلى الصورة في الكثير من المواقع الحيوية المكتظة بالمتظاهرين في أغلب محافظات الجمهورية. وقال العاملون: «نتوجه نحن العاملين بقطاع الأخبار للشعب المصري بالاعتذار عن ضعف التغطية الإخبارية وافتقارنا للصورة في الكثير من المواقع الحيوية التي تكتظ بالمتظاهرين في غالبية المحافظات وبعض المواقع المهمة داخل القاهرة، وذلك نتيجة تعنت وتعمد المسؤولين، الذين رفضوا خروج الكاميرات لتصوير الأحداث لتلقيهم تعليمات عليا بذلك رغم تأكيد رئيس قطاع الأخبار على أنه أصدر تعليمات بتغطية كل الأحداث والمواقع والالتزام بالمهنية والموضوعية».