نائب الرئيس العراقي يبدأ قريبا لقاءات رسمية تمهيدا لتوقيع «وثيقة شرف»

مقرب من الخزاعي: اتصالاته الأولية لاقت تجاوبا ممتازا

TT

أعلن خالد الأسدي، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، أن نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي «يخطط لعقد سلسلة من الاجتماعات الرسمية مع الزعامات السياسية وقادة الكتل من أجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية الراهنة في البلاد».

وكان الخزاعي قد أعلن أنه مستمر في إجراء مشاورات مع الأطراف السياسية لتهيئة أجواء عقد اجتماع وطني تطرح فيه «وثيقة شرف»، مؤكدا أن هناك جدية من قبل جميع الأطراف للعمل على إنهاء أزمات العراق. وقال بيان صادر عن مكتب الخزاعي لدى استقباله وفدا برئاسة وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي الذي عدل عن استقالته وعاد إلى مزاولة عمله أنه «مستمر في التشاور مع جميع الأطراف في العملية السياسية من أجل تهيئة الأجواء لعقد اجتماع وطني تطرح فيه بمسؤولية تقتضي ظروف العراق وثيقة الشرف التي بادرت بها رئاسة الجمهورية»، مؤكدا «أن هناك جدية من قبل جميع الأطراف للعمل على إنهاء جميع الأزمات التي يمر بها العراق، خصوصا وأن الشعب العراقي قد دفع ضرائب باهظة نتيجة الاختلافات».

وفي هذا السياق، أوضح الأسدي، وهو مقرب من الخزاعي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء الآن تعد إيجابية بالقياس إلى الفترة الماضية على صعيد تلقي الكتل السياسية لمبادرات من هذا النوع ولذلك فإن الاتصالات الأولية التي أجراها نائب الرئيس خضير الخزاعي مع القادة السياسيين لاقت تجاوبا ممتازا لا سيما أن هناك شعورا لدى الجميع بأنه لا بد من تفعيل مبادرة رئاسة الجمهورية التي سبق أن طرحت في السابق من قبل الرئيس جلال طالباني، واليوم حين تطرح الرئاسة هذه المبادرة فإن أهميتها تكمن في طبيعة ما تمثله من التزامات للجميع نظرا لكون مؤسسة الرئاسة هي الجهة الراعية للجميع». وأضاف الأسدي أن «اللقاءات والاجتماعات ذات الطابع الرمزي تظل مهمة في حدودها وإطارها بينما الأمر يأخذ بعدا آخر عندما يكون هناك مؤتمر وطني رسمي تطرح فيه كل القضايا للنقاش ويتم اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ».

وأضاف الأسدي أن «الخزاعي، وبعد أن حصل على تفاهمات من قبل الجميع، سوف يبدأ في القريب العاجل اللقاءات الرسمية والتي سوف تكون ثنائية أو ثلاثية أول الأمر تمهيدا لعقد الاجتماع الوطني، بحيث يكون كل شيء قد تمت دراسته بوضوح لا سيما أن هناك إحساسا لدى الجميع بخطورة المرحلة أولا ولكون الأجواء إيجابية الآن إلى حد كبير».

وتأتي مبادرة الخزاعي للحوار بعد سلسلة من دعوات الحوار التي طرحها عدد من كبار المسؤولين العراقيين وفي المقدمة منهم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان اسامة النجيفي إلا أن هذه المبادرات وبسبب عمق الأزمة السياسية لم تلق الاستجابة المطلوبة. غير أن التطور الأبرز في هذا المجال هو اللقاء الرمزي الذي رعاه زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم مطلع الشهر الماضي وجرت خلاله مصالحة بين المالكي والنجيفي. وكان اللقاء الرمزي في منزل الحكيم قد عقد في ظل أجواء توتر وانهيار أمني خلال شهر مايو (أيار) المنصرم الذي اعتبر أسوأ الشهور التي مرت على العراق منذ سنوات العنف الطائفي.