إثر لقائه لافروف.. كيري يرجح عقد «جنيف 2» بعد أغسطس

مسؤولون روس يربطون بين المؤتمر وقرارات الائتلاف غدا

جون كيري يلتقي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر «آسيان» المنعقد في بروناي أمس (أ.ف.ب)
TT

جدد وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، أمس، التزام بلاده وروسيا بعقد مؤتمر سلام حول سوريا، إلا أنه أضاف أن المؤتمر الذي كان مقررا أساسا في شهر يونيو (حزيران) الماضي لن يعقد هذا الشهر بسبب اجتماعات أميركية - روسية مقررة مسبقا، وأن «شهر أغسطس (آب) صعب جدا للأوروبيين وغيرهم»، في إشارة على الأرجح إلى إجازات الصيف.

وقال كيري بعد مباحثات أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، على هامش قمة اتحاد دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في بروناي، إنه «لا يزال هدفنا كما هو؛ الاعتراف بالفكرة التي مفادها أن الانتصار العسكري في حد ذاته في سوريا لن يحافظ على كيان الدولة»، مضيفا في بيان صحافي أنه «اتفقنا على أن المؤتمر يجب أن ينعقد عاجلا لا آجلا».

من جانبه، أعلن ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي لـ«الشرق الأوسط»، ونائب وزير الخارجية، أمس، أن «جنيف 2» لن يعقد قبل الخريف المقبل. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوغدانوف القول إن موعد عقد المؤتمر يتوقف بصورة كبيرة على المعارضة السورية، التي ستعقد اجتماعا لها غدا وبعد غد. وأضاف أن «الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لعقد المؤتمر هو استعداد المعارضة»، مشيرا إلى أن عدم استعدادها يعتبر «العائق الرئيس، الذي يحول دون تحديد الموعد».

يشار إلى أن مؤتمر السلام الخاص بسوريا تم إقراره في لقاء جمع لافروف بكيري في مايو (أيار)، لكن العلاقات بينهما توترت منذ ذلك الحين، في الوقت الذي رجحت فيه كفة القوات الموالية لنظام الأسد. وتعتبر محادثات بروناي بخصوص سوريا الأولى بين الولايات المتحدة وروسيا، منذ أن قررت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي زيادة المساعدات للمعارضة السورية المسلحة. واتخذت الإدارة هذا القرار بعد أن استنتج مسؤولون أميركيون أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية، مما يعني تجاوز «الخط الأحمر»، الذي حدده أوباما، الصيف الماضي، إلا أن أوباما قاوم الضغوط من عدد من أعضاء الكونغرس والمساعدين المتشددين للعب دور عسكري أكبر للولايات المتحدة، مشككا في ضرورة دخول النزاع الآخذ بعدا مذهبيا مؤخرا.

وتعتبر روسيا الحليف الأقوى لنظام الأسد، إذ تمده بالسلاح والتغطية السياسية في المحافل الدولية. وانتقد لافروف، الشهر الماضي، «الإشارات المتضاربة» التي ترسلها واشنطن للمعارضة السورية، فبينما قالت الإدارة الأميركية إنها تحبذ عقد «جنيف 2»، صدرت تسريبات صحافية عن احتمال فرض منطقة حظر للطيران فوق سوريا، مما يعني، وفقا للافروف، أن الولايات المتحدة تقول للمعارضة السورية: «لا تذهبوا إلى جنيف. ولا تتفاوضوا مع النظام، فالأمور ستتغير لصالحكم في القريب». وبلقائه مع لافروف، ينهي صاحب أعلى منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة جولة استمرت 12 يوما، حاول خلالها أن ينسق الدعم بين الدول العربية وأوروبا للمقاتلين المسلحين ضد نظام الأسد في النزاع الذي حصد قرابة مائة ألف قتيل، منذ اندلاعه في مارس (آذار) 2011.