بكين تتهم المعارضة السورية بتدريب أويغوريين مناهضين لها

السفير السوري يقول إن 30 عضوا في حركة شرق تركستان يقاتلون في حلب

TT

أطلقت الشرطة في المنطقة محتدمة التوتر الواقعة أقصى غرب الصين، أمس، حملة لجمع الأسلحة، كما خصصت مكافآت لمن يدلي بمعلومات متعلقة بالتهديدات «الإرهابية» في أعقاب حالة اهتياج مميتة أخيرا، فيما دقت وسائل الإعلام الرسمية نواقيس الخطر بنشر تقارير تفيد بأن مسلحين محليين يقاتلون ويتلقون التدريب بالخارج.

وأودت الاشتباكات التي وقعت في الأشهر الأخيرة بحياة ما لا يقل عن 56 شخصا في شينجيانغ، المنطقة التي طالما كانت بؤرة لثورة محتدمة ضد الحكم الصيني بين أجزاء من المنطقة التي تقطنها طائفة الأويغور المسلمة. تأتي حالة الاضطراب قبل حلول الذكرى الرابعة لأعمال الشغب في العاصمة الإقليمية، أورومتشي، التي أودت بحياة نحو 200 شخص، بحسب الحكومة.

وألقت وسائل الإعلام الرسمية في الصين باللوم في أحداث العنف على «الإرهاب والتطرف والنزعة الانفصالية»، عارضة تقارير تفيد بأن بعض الأويغوريين يكتسبون خبرات قتال حربية في سوريا.

وأوردت صحيفة «ذي غلوبال تايمز»، التي ينشرها الحزب الشيوعي الحاكم، قول مسؤول صيني في قطاع مكافحة الإرهاب إن نحو 100 أويغوري قد سافر إلى سوريا للقتال بجانب الثوار السوريين خلال العام الماضي.

وفي رواية منفصلة، استشهدت الصحيفة بقول السفير السوري لدى الصين، عماد مصطفى، إن 30 عضوا بحركة شرق تركستان الإسلامية المسلحة، التي تسعى للاستقلال عن شينجيانغ، قد دخلوا سوريا لقتال قوات النظام في حلب. وبحسب التقرير، قال مصطفى إن مسلحي الأويغور تلقوا التدريب في منطقة حدودية واقعة بين باكستان وأفغانستان، ثم اتجهوا إلى سوريا عبر جنوب تركيا.

وقال رافاييلو بانتوتشي، خبير في شؤون الصين ووسط آسيا بمعهد الخدمات المتحدة الملكية، مركز بحثي يتخذ من لندن مقرا له، إنه لم يكن من الغريب أن بعض الأويغور المعروفين بالآيديولوجية الإسلامية المتطرفة ربما يشاركون في النزاع السوري، سيما أن تركيا تضم أعدادا ضخمة من طائفة الأويغور، كثير منهم منفيون ساخطون على بكين.

وقال بانتوتشي إن الحرب السورية تجتذب متطرفين دينيا من شتى أنحاء العالم، مضيفا أن «سوريا عامل جذب استثنائي بالنسبة للجهاديين والمتطرفين الدوليين. إن توجه أويغوريين، ربما يكونون متطرفين، إلى ساحة القتال في سوريا، ليس أمرا مفاجئا على الإطلاق. غير أنه من الصعوبة بمكان الآن التأكد من كونه عملا منظما من جانب حركة شرق تركستان الإسلامية أو عناصرها».

وأشار خبير الإرهاب روهان غوناراتنا إلى أن حركة شرق تركستان الإسلامية لديها على ما يعتقد نحو 100 عضو فقط ومقرها في باكستان، ومدعومة من بضع مئات آخرين. لكن بدلا من أن يكون مدفوعا بالتطرف الديني فحسب، تشعل جذوة الاضطراب في شينجيانغ التوترات والغضب بشأن سياسات بكين في المنطقة، بحسب غوناراتنا، الذي يرأس مركز أبحاث في مجال الإرهاب في سنغافورة.