الطيران الإسرائيلي يتدرب في بلغاريا لمواجهة «إس 300» الروسية

رئيس أركانه في بريطانيا لبحث الملف السوري.. و«المشاة» في صفد لمحاكاة احتلال مدن لبنانية

TT

في الوقت الذي قالت فيه مصادر إسرائيلية، إن «سلاح الجو الإسرائيلي سيجري تدريبات لثلاثة أسابيع في بلغاريا لمواجهة أخطار صواريخ (إس 300) التي يقال إن روسيا إما سلمتها أو بصدد تسليمها لنظام الرئيس بشار الأسد، وأن سلاح المشاة الإسرائيلي يجري تدريبات داخل مدينة صفد في الجليل في محاكاة لاحتلال مدينة بنت جبيل جنوب لبنان، وصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى العاصمة البريطانية لندن، في زيارة كان يفترض بها أن تكون سرية، للتباحث بشأن الملف السوري».

وقد أكدت مصادر عسكرية في تل أبيب أن غانتس يعول كثيرا على الدور البريطاني «الطليعي» في أوروبا في معالجة الصراع في سوريا. وبعد النشر عن الزيارة، أصدر الناطق بلسان الجيش بيانا قال فيه، إن «غانتس موجود في بريطانيا في زيارة عمل تستغرق يومين، وإنه سيلتقي مع نظيره ديفيد ريتشارد» وغيره من المسؤولين في لندن للتباحث في «إمكانية التعاون على مجابهة التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وخصوصا في سوريا». واعتبرت مصادر إسرائيلية رفيعة هذه الزيارة بأنها ذات أهمية قصوى، علما بأنها أول زيارة لرئيس أركان في لندن منذ 10 سنوات. وقد تم ترتيبها بمشاركة وزارتي القضاء في البلدين، حتى لا يتم اعتقال غانتس بتهمة ارتكاب جرائم حرب، كما حصل مع غيره من القادة العسكريين الإسرائيليين.

وعلى صعيد آخر، أعلنت مصادر عسكرية رسمية في تل أبيب عن تدريبات قوات سلاح الجو الإسرائيلي في بلغاريا، لكنها رفضت الإقرار بأن هدفها سوريا. وقال الناطق العسكري، إن «تدريباتنا تحاكي التحديات التي تواجهنا من أي طرف كان بغض النظر عن هوية هذا الطرف». مع العلم بأن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، كان قد صرح أول من أمس بأن «الأوضاع على الحدود السورية في الجولان، أصبحت مختلفة تماما عما كان في العقود الأخيرة. وقد أصبحت أكثر حساسية».

وقد شاركت أحدث طائرات سلاح الجو الإسرائيلي المقاتلة من طراز «إف - 16» و«إف - 16 سي» و«إف - 16 دي»، في التدريبات في سماء بلغاريا، وفي بعض مراحل هذه التدريبات دخل سلاح الجو البلغاري فيها، مستخدما طائراته المقاتلة من صنع روسي «ميغ 21» و«ميغ 29» و«سوخوي 25»، وهي الطائرات الموجودة بحوزة الجيشين السوري والإيراني أو ينويان شراءها. وفي مرحلة لاحقة، انضمت المضادات الجوية البلغارية من الأرض إلى هذه المناورات، واستخدمت «إس 300»، وهو الصاروخ الروسي المضاد للطائرات والذي ابتاعت سوريا 144 صاروخا منه وتحاول إسرائيل إقناع موسكو بإلغاء الصفقة أو تجميدها، لكنها تجابه بالرفض.

ومع أن روسيا طورت هذا الصاروخ أخيرا، وبلغاريا تمتلك الطراز القديم منه، إلا أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير ايشل، الذي أشرف على التدريبات، أشاد بـ«هذه الفرصة للتعرف على أداء هذا الصاروخ ومجابهته». وقال في حديث نشر في موقع إلكتروني عسكري، أمس، إن «وصول صاروخ (إس 300)» إلى سوريا ونصبه في الجهة الشرقية من هضبة الجولان هو تحد خطير وتهديد كبير لنا، لأنه يعني أن سماء إسرائيل كلها ستكون تحت طائلته، بما في ذلك الطائرات المدنية التي تقلع وتهبط في مطار اللد. وقد التقى ايشل مع نظيره البلغاري، قنسطنطين بوبوف، وشكره على هذه التعاون المشترك في المناورات. وقال إن التدريبات الحالية هي تعبير عن التطور الكبير في العلاقات بين البلدين. واعتذر ايشل أمام بوبوف على الإزعاج الذي تسببت فيه هذه التدريبات، إذ كانت الطائرات الإسرائيلية قد طارت على مرتفع منخفض، مما أزعج المواطنين البلغار وأرعبهم.

من جهة ثانية، عمم الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، بيانا كشف فيه عن تدريبات نفذها سلاح المشاة خلال الأيام الأخيرة، لاحتلال بلدة بنت جبيل في الجنوب اللبناني. وقد جرت التدريبات في مدينة صفد، الواقعة في أعلى قمة أحد جبال الجليل المطلة على الجنوب اللبناني، والتي تشبه في أبنيتها وزقاقاتها تضاريس بنت جبيل، وفقا لهذا البيان. وقد نفذت عمليات ترصد واقتحام لمواقع شبيهة بالمواقع التي يستخدمها حزب الله في المناطق المأهولة.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يتعرض أخيرا لانتقادات من القيادات السياسية بدعوى أنه لا يوفر قوة ردع كافية لمنع نظام الأسد من فتح منطقة الجولان الشرقية أمام حزب الله اللبناني. وتقول هذه القيادات إن إسرائيل ستجد نفسها أمام وضع قد تنجر فيه إلى حرب مفاجئة في الجبهة السورية. ومن غير المستبعد أن يكون الإعلان الصريح من الجيش عن هذه التدريبات، والنشر البارز حولها، هو رد على تلك الانتقادات.