عباس يؤكد حياد الفلسطينيين بشأن النزاع السوري والاضطرابات في لبنان

الرئيس اللبناني: نثمن الجهود لضبط تورط جماعات مسلحة في أحداث صيدا الأخيرة

TT

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من بيروت أمس أن «السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تقرر في شأنه الحكومة اللبنانية، وهذا متفق عليه في منظمة التحرير»، مؤكدا أن «وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها أمر مقدس بالنسبة إلينا»، في حين قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه «تم تأكيد ضرورة العمل معا لتطبيق مقررات الحوار التي تتعلق بالوجود الفلسطيني، ولا سيما ما يتعلق بالسلاح داخل المخيمات وخارجها».

وجاءت مواقف عباس وسليمان، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في القصر الرئاسي بعد مباحثات ثنائية، وذلك بعد وصول عباس إلى بيروت في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وكرر عباس الإشارة إلى أن «السلاح الفلسطيني في لبنان قرار بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية، ونحن نطيع ما نؤمر به في هذا الموضوع باعتبارنا ضيوفا، ونتلقى الأوامر المتعلقة بسلامة لبنان من الرئيس والحكومة لأننا حرصاء على أمن لبنان ووحدته».

وتأتي زيارة عباس إلى لبنان في سياق التأكيد على القرار الفلسطيني بتحييد المخيمات الفلسطينية في لبنان عن أي انقسام أو صراع لبناني داخلي، لا سيما بعد أحداث صيدا الأخيرة، واشتباك مجموعة فلسطينية من تنظيم «جند الشام»، داعمة للشيخ أحمد الأسير، مع الجيش اللبناني لساعات عدة في منطقة تعمير مخيم عين الحلوة، لكن القيادات الفلسطينية داخل المخيم المجاور لصيدا تمكنت من ضبط الوضع ومنع المجموعة من الخروج من المخيم.

وفي هذا السياق، ثمن الرئيس اللبناني أمام نظيره الفلسطيني «الجهود التي بذلت لضبط أي تورط من جماعات فلسطينية مسلحة في أحداث صيدا الأخيرة، وعمل الجيش اللبناني على فرض القانون». وشدد الرئيس الفلسطيني في المؤتمر الصحافي على أن «وجود الفلسطينيين في لبنان مؤقت إلى حين عودتهم لديارهم، وليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا، ونحن نعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم». وقال إن «موقفنا مما يجري ويحدث في سوريا ومصر وغيرهما واضح، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وهذه توجيهاتنا لأبناء شعبنا، ونأمل أن نجنب اللاجئين من شعبنا في سوريا ولبنان أي تداعيات، ونؤكد أننا لسنا فريقا في أي نزاع يقع هنا أو هناك».

وأوضح فيما يتعلق بالنزوح الفلسطيني من سوريا، أن «كل همنا أن نعيد الأمور مع الحكومة السورية إلى سابق عهدها في مخيم اليرموك ليعود إليه من خرجوا».

وأطلع عباس نظيره اللبناني على مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقال إن «الجميع يعلم أن الكرة في الملعب الإسرائيلي، وعليهم إثبات جدية موقفهم»، لافتا إلى أن «المبادرة العربية للسلام أصبحت جزءا من الشرعية الدولية»، وأكد «عزمنا لإجراء المصالحة الفلسطينية من خلال العودة إلى الشعب الفلسطيني ليقول كلمته الفصل في الانتخابات، فالمصالحة تبدأ من الانتخابات، وإذا كانت هناك نوايا طيبة، فمستعدون فورا لإجراء المصالحة ونأمل حصولها سريعا».

في المقابل، أعلن الرئيس اللبناني أنه «بحث مع عباس في الجهود الدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء السعي لإيجاد حل للصراع العربي - الإسرائيلي في الشرق الأوسط كله»، مؤكدا «حرص لبنان على أن لا يأتي أي حل على حسابه، وخصوصا عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين». وقال إن المباحثات «تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمقاربات بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان»، مؤكدا على أهمية «عدم انزلاق الفلسطينيين إلى المشاكل الداخلية اللبنانية وعدم انزلاقهم إلى الأزمة السورية».

وأشار سليمان إلى أنه «تم بحث ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا، واتفقنا على ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات بالعالم العربي والعمل على ترسيخ العيش المشترك على قاعدة المشاركة والمواطنة»، معتبرا أن «اللبنانيين والفلسطينيين أعطوا العالم على مدى عقود مثالا على ما يمكن أن يكون عليه التنوع والانفتاح». ورأى سليمان أن «الربيع العربي لن يحل إذا لم تنتشر الديمقراطية في فلسطين ولم تحل هذه القضية»، مشيرا إلى أنه «شدد أمام عباس على دعم لبنان لفلسطين في الأمم المتحدة كعضو كامل الصلاحيات».