كيري يرغب في العودة إلى الشرق الأوسط.. والفلسطينيون بانتظار أجوبة

أبو مازن يسعى لتحديد سقف زمني واضح لانتهاء المفاوضات

TT

حط وزير الخارجية الأميركي رحاله في العاصمة واشنطن أمس بعد جولة ماراثونية قطع خلالها مسافة 36 ألف كيلومترا متنقلا من الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط ومن ثم جنوب شرقي آسيا. لكن بالنسبة لجون كيري، الذي أعيته دبلوماسية خارجية استغرقت 12 يوما، ما كان يتوجب على طائرته العودة إلى الديار، بل العودة إلى القدس المحتلة والضفة الغربية لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

أثمرت مكوكية الأيام الأربعة التي قضاها كيري في العاصمة الأردنية عمان والقدس المحتلة والضفة الغربية إلى انفراج عبّر عنه الوزير في مطار تل أبيب حينما قال: إن «مفاوضات الوضع النهائي قد تكون أصبحت في متناول اليد» مضيفا أنه مضطر للذهاب وحضور مؤتمر آسيان، رابطة دول جنوب شرقي آسيا، وأنه كان يفضل البقاء في الشرق الأوسط لمحاولة عقد اتفاق لاستئناف المحادثات الرامية إلى إيجاد حل للصراع المستمر منذ عقود.

وبينما يتحدث كيري عن تقدم ملحوظ، يقول الإسرائيليون إنهم مستعدون للمفاوضات، بينما يؤكد الفلسطينيون أنهم ينتظرون توضيحات. وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ينتظر عودة كيري الأسبوع القادم حاملا أجوبة لأسئلة من نوع ما هي حدود الدولة التي سيجري التفاوض حولها، وهل تشمل القدس الشرقية عاصمة لها، وما حجم تدخل الأميركيين في المفاوضات إضافة إلى أجوبة أخرى من إسرائيل حول وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى وتوسيع نفوذ السلطة وتسليحا أفضل لرجالها.

وثمة نقاش بين الفلسطينيين وكيري حول الجمل والمصطلحات التي سيستخدمها كيري في مبادرته المرتقبة، إذ يريد الفلسطينيون اعترافا أميركيا بحدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها، مع سقف زمني واضح لانتهاء المفاوضات.

وكان أبو مازن أكد أنه لا يوجد ما يمنعه من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أي وقت، وأنه مستعد للقائه في بيته في رام الله، أو في بيت الأخير في إسرائيل، وذلك ردا على تصريحات نتنياهو التي قال فيها قبل يومين إنه مستعد للقاء أبو مازن في خيمة بين رام الله والقدس، حتى يخرج «الدخان الأبيض».

وتكتسب تصريحات أبو مازن أهمية لأنه كان خلال 3 سنوات مضت، يرفض مثل هذا اللقاء. وقال أبو مازن: «وزير الخارجية الأميركي جون كيري قدم أطروحات مفيدة وبناءة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفسير حتى نتمكن من العودة إلى المفاوضات». وعبر أبو مازن عن تفاؤل بنجاح كيري في مهمته: «نحن متفائلون لأن كيري جاد ومصمم على الوصول إلى حل ونأمل أن يأتي الوقت القريب جدا للعودة إلى طاولة المفاوضات وتناول كافة القضايا الأساسية بيننا».

ومضى يقول: «نريد لحل الدولتين أن يكون حقيقة ناجزة على الأرض لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 لنعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ولينعم شعبانا بالأمن والاستقرار وفي إطار من الجوار الحسن لتتمتع المنطقة والعالم بثمار هذا السلام العادل».

وتطلب السلطة وقفا للاستيطان في حدود 67 والاعتراف بهذه الحدود مرجعية للعملية السلمية، وإطلاق سراح أسرى معتقلين منذ قبل توقيع اتفاق أوسلو في 1993.

وعاد صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ليؤكد مرة أخرى، أن على الحكومة الإسرائيلية البدء الفوري في تنفيذ ما ترتب عليها من التزامات وبما يشمل وقف النشاطات الاستيطانية، والإفراج عن الأسرى وخاصة هؤلاء الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1994. وقبول مبدأ الدولتين على حدود 1967 من أجل بدء مفاوضات فورية. وتساءل عريقات في بيان مقتضب «كيف يمكن إنجاح جهود الوزير كيري، عندما تعلن الحكومة الإسرائيلية أثناء وجوده عن البدء في بناء 930 وحدة استيطانية في مستوطنة جبل أبو غنيم في القدس الشرقية المحتلة، واستمرار هدم المنازل، والحصار، والإغلاق وتهجير السكان، ومصادرة الأراضي، إضافة إلى تصريحات غالبية وزراء نتنياهو أن مبدأ الدولتين قد مات ودفن؟».

ويسعى كيري إلى تقديم مبادرة متكاملة، سياسية واقتصادية وأمنية، لكن 20 عاما من المحادثات المتقطعة مع إسرائيل تجعل «المتفائلين» بالوصول إلى صيغة سلام مع نتنياهو، المتشدد آيديولوجيا والذي يعارض أعضاء حكومته وأفراد حزبه من تقديم تنازلات كبيرة، قلائل. وقد اتخذ ساسة إسرائيليون كثر مواقف أكثر تشددا من نتنياهو، الذي أعرب مؤخرا عن قبوله بفكرة الدولة الفلسطينية.