الدبلوماسيون الإسرائيليون يتظاهرون أمام مقر المخابرات العامة

اتهموا الجهاز بالتآمر مع نتنياهو على تفريغ «الخارجية» من مضمونها

TT

تظاهر العشرات من الدبلوماسيين الإسرائيليين من موظفي وزارة الخارجية، أمس، أمام مقر المخابرات العامة (الشاباك)، احتجاجا على قيام هذا الجهاز بكسر اضرابهم والقيام بدورهم في استقبال الضيوف الكبار وترتيب زيارات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزرائه إلى الخارج.

وقد صدم جهاز «الشاباك» من هذه المظاهرة، التي تحدث لأول مرة في التاريخ الإسرائيلي، بل لأول مرة في تاريخ العلاقات بين الخارجية والمخابرات في دول العالم. وكان موظفو وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنوا إضرابا تدريجيا عن العمل، منذ أربعة أشهر، احتجاجا على أجورهم وشروط عملهم. فهذه الأجور لم تعدل منذ 20 سنة، رغم أن هناك اتفاقا لتعديلها وتحسينها. ولكن موظفي الخارجية امتنعوا عن تصعيد الإضراب في فترة الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وبعد الانتخابات، وجه رئيس الحكومة، نتنياهو، ضربة قاسية لهم، عندما تولى حقيبة الخارجية في حكومته، كـ«أمانة مؤقتة». فهو يخصص هذه الوزارة لحليفه أفيغدور ليبرمان. فحسب القانون لا يستطيع ليبرمان أن يتولى منصبا وزاريا، لأنه يحاكم بتهمة فساد. وهو ينتظر انتهاء محاكمته، متأملا الخروج بريئا، حتى يعود ويتولى منصبه وزيرا للخارجية. وأقدم نتنياهو على تفريغ الخارجية من مضمونها، إذ سلم عددا من دوائرها وملفاتها ومهماتها إلى وزراء آخرين، فعين يوفال شتاينتس، وزيرا للشؤون الدولية وسلم ملف المفاوضات السياسية لوزير القضاء تسيبي ليفني وأبعد العلاقات مع الولايات المتحدة عن مسؤولية الوزارة وجعلها ضمن مسؤوليات رئاسة الوزراء.

وفي الوقت نفسه، امتنع عن التفاوض مع الموظفين حول مطالبهم. وقبل شهرين، قرروا تصعيد الإضراب فأوقفوا جميع الخدمات القنصلية للمواطنين الإسرائيليين في الخارج. ولم يتأثر نتنياهو من ذلك. فصعدوا أكثر بعد أسبوع، وامتنعوا عن ترتيب زيارات الضيوف الأجانب لإسرائيل، مثل وزير الخارجية الأميركي ورئيس الوزراء الإيطالي ورئيس حكومة جورجيا وغيرهم. فاضطرت سفارات بلدان أولئك المسؤولين إلى ترتيب هذه الزيارات بقواها الذاتية. كما توقفوا عن ترتيب زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى الخارج، بما في ذلك زيارات نتنياهو نفسه إلى بولندا قبل أسبوعين. وهنا أيضا لم يتأثر نتنياهو.

بل إنه استغل مسؤوليته عن جهاز المخابرات بشكل مباشر، استخدمه لترتيب تلك الزيارات. وقد اعتبر هذا التصرف «تصعيدا خطيرا». وقال يائير فرومر، رئيس لجنة عمال الوزارة، إن «نتنياهو أفقد إسرائيل آخر أركان الديمقراطية. ففي أية دولة يمكن استخدام المخابرات لكسر إضراب عمالي؟!». وقاد فرومر الموظفين، أمس، إلى المظاهرة أمام مقر المخابرات شمالي تل أبيب. ورفعوا شعارات يحذرون فيها من إساءة العلاقات بين الخارجية والمخابرات. وأغلق الشاباك بواباته، رافضا الرد أو التعليق. ورد المتظاهرون بالهتاف: «أخرجوا يا عملاء».

وكان موظفو الخارجية قد اقتحموا مقر رئاسة الحكومة، في الأسبوع الماضي. لكن الموظفين هناك استقبلوهم بالترحاب وقدموا لهم المرطبات. فلم تحدث صدامات ولم يثر نشاطهم ردود فعل حتى في الإعلام.