ارتباك في التيار السلفي بعد انتهاء حكم الإخوان ومشاركة «النور» في رحيل مرسي

الشيخ الكردي لـ «الشرق الأوسط» : الاستقالات تعصف بالحزب

الشيخ محمد عبد الوهاب الكردي
TT

كشف الشيخ محمد عبد الوهاب الكردي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بمصر، عن أن الدعوة التي وجهتها «الدعوة السلفية» عقب رحيل الرئيس الأسبق محمد مرسي الليلة قبل الماضية لأبناء الحركة الإسلامية بالمصالحة مع المجتمع بطوائفه ومؤسساته، وأن ينصرفوا من الميادين إلى مساجدهم وبيوتهم، لن يسمع لها أحد من الإسلاميين.. قائلا إن «الحركات والتيارات الإسلامية تعتبر الآن الدعوة السلفية وذراعها السياسية، حزب النور، أنهم خانوا العهد وخانوا الثورة وخانوا التيار الإسلامي، ووضعوا أيديهم في أيدي القوات المسلحة وعملوا انقلابا ضد الشرعية»، لافتا إلى أن البعض يعتبر موقف الدعوة السلفية والنور من عزل الرئيس السابق مرسي لتقسيم «الكعكة» لأنهم لم يكونوا في الصورة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي لها الرئيس السابق.

ووجهت الدعوة السلفية مبادرة للإسلاميين الليلة قبل الماضية عقب رحيل مرسي، بأن يقدروا الموقف حق قدره ويعرفوا حقيقة ما جرى من تغيير في الوضع السياسي، وأن يتحلوا بالصبر والاحتمال، وألا يلقوا بأيديهم ودعوتهم إلى التهلكة، وأن ينصرفوا من الميادين إلى مساجدهم وبيوتهم، من أجل إحياء الشباب المسلم الطاهر المحب للدين الذي يدفع البعض به إلى أتون صراع خاسر، ويفقد الدعوة الإسلامية رصيدها في قلوب الناس. وأنه رغم كل المزايدات والتهم التي توجه إلى إدارة الدعوة السلفية وحزب النور بالبهتان وبالباطل، فقد تحملت كل ذلك صابرة مُحتسبة مُبتغية وجه الله ومصلحة العباد والبلاد. ودعت جماعة الإخوان التي خرجت من سدة الحكم لتنظيم صفوفها، وتصحيح الأخطاء، والمشاركة في الحياة السياسية بقوة، كما طالبوهم بأن يتقبلوا الموقف الراهن.

واعتذرت الدعوة السلفية في بيان لها مساء أول من أمس، «عما صدر من البعض في طريقة التعبير والتصرف، لكننا نظن أنه أراد الخير والرفعة للدين والوطن (في إشارة لخطاب الرئيس السابق مرسي).. وليس هذا خذلانا للمسلمين ولا لولي الأمر المسلم، بل تقليل لخسائر الدين والدنيا وجلب لأعظم المصلحتين ودفع لأكبر المفسدتين بعد أن و صلت البلاد إلى حافة الهاوية». وتابعت بقولها: «من أجل ذلك كان حضورنا اجتماع المجلس العسكري مع الرموز الدينية والسياسية».

وأضاف الشيخ الكردي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «جميع أعضاء حزب النور، وهو أكبر الأحزاب السلفية في مصر، استقالوا من الحزب، ولم يعد أحد يريد هذا الحزب الذي أصبح حزبا على الورق فقط».

وانهالت الاستقالات من أعضاء حزب النور والدعوة السلفية عبر موقعهما الإلكتروني أمس، بعد يوم من عزل مرسي، لكن قيادي بحزب النور طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر اسمه، قال إن «هناك حالة من التخبط في النور الآن نتيجة مشاركته في خارطة الطريق مع الجيش»، مضيفا أن «مبادرة الدعوة السلفية وحزب النور جاءت من منطلق حقن الدماء ولمنع إدخال البلاد في مواجهات غير محسوبة».

ويرى إسلاميون أن ظهور المهندس جلال المرة أمين حزب النور السلفي في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أوجد شقا بين الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، وقال الشيخ الكردي، وهو مسؤول محافظة الجيزة في الدعوة السلفية، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح السلفية، إن «البعض يرى النور السلفي الآن يعمل بطريقة غير سياسية وغير منضبطة.. والشارع كله يلفظ النور تماما، لأن قياداته أفسدوا الدعوة والحزب».

وتابع: «كنت من أول المعترضين على مسألة اعتبار الدعوة السلفية هي الحزب، والحزب هو الدعوة، وقلت افصلوا هذا عن ذاك، حتى إذا ما أصيب الحزب بأي مصاب أو تراجع في الشارع لا يضر الدعوة، لكن الآن الدعوة السلفية والحزب الاثنان بقيا الآن في خندق واحد.. والإسلاميون يرون أنهم قلبوا نظام الحكم وأهدروا حق الشعب المصري في الاختيار».

وعن خطة الدعوة السلفية خلال الفترة المقبلة، قال الشيخ الكردي: «أشعر أن الدعوة السلفية سوف تنحصر ويحدث لها انكماش وستبقى كما هي في الإسكندرية كما كانت في أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومسألة المؤيدين لها في باقي المحافظات، سوف يبحثون عن اسم آخر غير اسم الدعوة السلفية، خاصة أن محتوى الدعوة السلفية لا يتغير لكن القيادات سوف تتغير».

وحول ما يتردد بأن حضور حزب النور اجتماع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، ضيع مكانة الدعوة السلفية في الشارع المصري، أوضح الشيخ الكردي: «كنا نظن أننا نفعل ذلك من باب حقن الدماء المصرية، لكن دماء التيار الإسلامي تسيل إلى الآن في الميادين». وانتقد الشيخ الكردي القيادي بالدعوة السلفية، غلق القنوات الدينية الليلة قبل الماضية، قائلا: «كان بيان القوات المسلحة يُلقى والقنوات أغلقت.. أين الحرية والديمقراطية»، وتابع بقوله: إن «اجتماع الجيش لم يُعلم الدعوة السلفية بمن يمثلها في الاجتماع ويمثل حزب النور، ومن مثل الدعوة السلفية والتيار الإسلامي لا يفهم سياسة».

وكشف الشيخ الكردي عن وجود تخوفات كثيرة الآن بين تيار الإسلام السياسي من عودة التضييق الأمني عليهم من جديد.

وكانت الدعوة السلفية قد أكدت بعد رحيل مرسي أنه «لن تعود أبدا صورة العهد البائد من الظلم والعدوان على الشعب خصوصا أبناء العمل الإسلامي الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد على يد نظام مبارك، فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء أبدا، وأن جيش مصر الوطني عهدنا معه ألا يفرط أبدا في الشريعة وموادها في الدستور والهوية الإسلامية، ولقد وفى دائما بما تعهد به منذ الثورة بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد الشعب والحفاظ على حرمة الوطن والمواطنين بجميع طوائفهم الذين لا نقبل ولا يقبل جيشنا الوطني وشرطتنا أي تجاوز في حقوقهم وحرياتهم وحرماتهم حتى المخالفين لقرارات القوات المسلحة».