قائد أركان الجيوش الموريتانية يعلن عن إعادة هيكلة شاملة للمؤسسة العسكرية

الفريق الغزواني: سيكون لها الأثر الإيجابي في تطوير الجيش ليتلاءم مع متطلبات الدفاع العصرية

TT

زار وفد عسكري موريتاني رفيع يتقدمه قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الفريق محمد الشيخ ولد محمد أحمد الغزواني، ويضم عددا من الجنرالات ووزير الدفاع، أمس، عددا من المواقع في شمال البلاد شهدت معارك بين المقاومة والاستعمار الفرنسي مطلع القرن الماضي، من بين هذه المواقع آثار معركة واجهت خلالها المقاومة الموريتانية كتيبة فرنسية يقودها العقيد «كورو» سنة 1908.

وكان الوفد العسكري قد أشرف على تخرج دفعة ضباط جديدة من المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بمدينة إطار، 455 كلم شمال نواكشوط، قبل أن يزور صباح أمس متحف «أماطيل» العسكري القريب من المدينة، والذي يؤرخ للمقاومة الموريتانية.

وخلال حفل تخرج الدفعة التي تتكون من 61 ضابطا، من بينهم 51 من الجيش و10 من الحرس، أعلن الفريق الغزواني أن «المؤسسة العسكرية في موريتانيا مقبلة على مرحلة مهمة تتميز بإعادة هيكلة شاملة سيكون لها دون شك الأثر الإيجابي في تطويرها لوضع بنية هيكلية مناسبة تتلاءم مع متطلبات الدفاع في عصرنا الحاضر».

وأشار الغزواني إلى أن الاستراتيجية «قد بدأت بالفعل»، وذلك من خلال «تزويد المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بالوسائل الضرورية لعصرنتها، ومواكبة التطور التكنولوجي حتى تتمكن من رفع التحديات الأمنية المستجدة والتجاوب مع ضرورة الانفتاح على محيطها بشكل عام وعلى المواطن الذي تتشرف بخدمته بشكل خاص»، معتبرا أن هذه المدرسة «حظيت بقسط كبير من الاهتمام لتطويرها وتعزيز استقلاليتها في مجال التكوين واستقبال عدد من المتدربين من بعض الدول الشقيقة والصديقة».

وأكد أنه سيجري خلال العام الدراسي 2014 - 2015 إدراج التعليم الأكاديمي القانوني والاقتصادي والدراسات العسكرية في المدرسة العسكرية بمدينة إطار، معتبرا أن ذلك من شأنه «تطوير برامج المدرسة التعليمية وتحديث وسائلها التربوية»، قبل أن يشير في حديثه إلى الضباط المتخرجين بالقول: «أنتم مقبلون على مرحلة أساسية في حياتكم المهنية كضباط، وقد بدأتم اليوم الخطوة الأولى، ويجب عليكم منذ البداية أن تبذلوا قصارى جهدكم من أجل تنوير وتدريب مرؤوسيكم وتربيتهم على بذل الغالي والنفيس في سبيل حماية هذا الوطن العزيز من كل الأخطار الداخلية والخارجية والذود عن حماه والدفاع عن حوزته الترابية»، وفق تعبيره.

وفي هذه الأثناء أعلنت المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بمدينة إطار، أن الدفعة الجديدة التي تلقت تكوينا لمدة ثلاث سنوات، هي الأولى من نوعها منذ إنشاء المدرسة سنة 1976. وأشار قائد المدرسة العقيد المختار ولد بله إلى أنها «تندرج ضمن الخطة الساعية إلى تحويل هذا الصرح العلمي إلى أكاديمية عسكرية اعتبارا من سنة 2014 لتمكينها من مواكبة التطور المستمر للمؤسسة العسكرية ومسايرة نظيراتها في الأقطار المجاورة».

يشار إلى أن موريتانيا منذ سنوات وهي تعتمد استراتيجية أمنية تعتمد الضربات الاستباقية لمواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي عموما، وشمال مالي على وجه التحديد، حيث قامت السلطات الأمنية الموريتانية بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في المناطق المحاذية للحدود مع مالي والجزائر، على غرار قاعدة صلاح الدين العسكرية الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد.

كما عمدت إلى تحريك الجيش ووحدات الأمن الخاص إلى الحدود مع جمهورية مالي من أجل منع تسلل أي عناصر مسلحة إلى داخل البلاد، وذلك في إطار استراتيجية أمنية يرى النظام أنها نجحت في إبعاد خطر الإرهاب عن البلاد، مبررا ذلك بأن آخر هجمة إرهابية تعود إلى سنة 2011.