إغلاق الأنفاق يفاقم أوضاع الفلسطينيين سوءا في غزة

مخاوف من انعكاسات سلبية على القطاع إثر عزل الرئيس المصري محمد مرسي

TT

يغص شارع صلاح الدين، الرابط بين شمال قطاع غزة وجنوبه، بآلاف المواطنين الباحثين عن سيارات أجرة تقلهم إلى أعمالهم ومشاغلهم، في ظل تراجع كبير على حركة سيارات النقل العام، التي توقف الكثير منها عن العمل بفعل توقف تدفق الوقود المصري للقطاع في أعقاب إغلاق الأنفاق.

تقول إيمان العبد، الطالبة الجامعية التي تقطن في مخيم النصيرات وسط القطاع، لـ«الشرق الأوسط» إنها تضطر لمغادرة منزلها في وقت مبكر من أجل ضمان العثور على سيارة أجرة تقلها للجامعة، مشيرة إلى أنه، وفي كثير من الأحيان، لا تتمكن من الوصول للجامعة إلا بعد انقضاء المحاضرة الأولى.

وتماشيا مع الأوضاع الراهنة، يغض عناصر السير الطرف عن سيارات الأجرة التي تقل ركابا أكثر مما يسمح به القانون، وذلك لتقليص مظاهر الأزمة الناجمة عن نقص الوقود. وما يزيد الأمور تعقيدا هو أن الغزيين يعتمدون على الوقود القادم عبر الأنفاق في تشغيل مولدات الكهرباء التي يتم تشغيلها أثناء فترات انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لنحو 10 ساعات بشكل يومي.

وبسبب إغلاق الأنفاق نقصت مواد البناء وتراجع إلى حد كبير العمل في قطاع الإنشاءات، لدرجة أدت إلى توقف الكثير من مشاريع البناء في القطاع. وقد بدا واضحا تراجع مستوى العمل في مشروع توسيع شارع صلاح الدين، وهو المشروع الذي يأتي على رأس مشاريع إعادة البنية التحتية في قطاع غزة التي تكفلت دولة قطر بتدشينها.

وفي ذات السياق، فإن حالة من الترقب والقلق تسود الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الانعكاسات المحتملة لعزل الرئيس المصري محمد مرسي. وتوقع غسان أبو سمحة (49 عاما)، وهو موظف يقطن مخيم المغازي للاجئين، وسط القطاع أن تشدد السلطات المصرية إجراءاتها ضد القطاع، وضمن ذلك مواصلة إغلاق الأنفاق وفرض مزيد من القيود على حرية حركة التنقل عبر معبر رفح الحدودي. ونوه أبو سمحة بأن الحملة الإعلامية التي شنها الإعلام المصري على حركة حماس واتهامها بالتدخل في الشأن المصري يمكن أن تدفع الحكم الجديد في مصر إلى تشديد الإجراءات ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

من ناحيته، قال نبيل العودة (41 عاما) إنه سارع للاتصال بشقيقه عادل الذي يعمل في الخارج وطلب منه عدم العودة إلى قطاع غزة هذا الصيف حتى لا يعلق ولا يتمكن من العودة إلى عمله.

وكانت مصادر فلسطينية ذكرت أمس أن قوات أمنية مصرية كبيرة شرعت بحملة هدم للأنفاق المنتشرة على الحدود مع قطاع غزة، في المنطقة المحاذية لمدينة رفح. ونوهت المصادر بأن جرافات ثقيلة تابعة للأمن المصري بدأت فيما يبدو بالتمهيد لحملة كبيرة، من الجهة المصرية، وباشرت عملية هدم لعدد من الأنفاق، قبالة بوابة صلاح الدين، وكذلك قبالة مسجد ابن تيمية، في مدينة رفح.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني بحكومة غزة، أن معبر رفح البري مفتوح فقط للحالات الإنسانية والمرضى والطلبة وحملة الإقامات والجوازات الأجنبية. وطالبت الداخلية في تصريح مقتضب نشرته أمس على موقعها الإلكتروني، المسافرين حسب هذه الفئات بالتوجه للصالة الخارجية للمعبر، مبينة أن إدارة المعبر ستقوم بتقدير الحاجات الضرورية.

وكان مدير عام هيئة المعابر والحدود ماهر أبو صبحة صرح بأن حركة السفر عبر معبر رفح البري تشهد حالة من الشلل والبطء على غرار الأيام العادية، موضحا أن الجانب المصري لم يسمح الثلاثاء الماضي إلا بسفر 460 مواطنا إلى الأراضي المصرية، وأن تلك الأعداد لا تلبي الحد الأدنى لحاجة المواطنين. وأضاف: «معبر رفح مفتوح ولكن لا يعمل»، مشيرا إلى أن تقليص أعداد المسافرين من 1300 مسافر يوميا إلى 400 مسافر وأقل ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.