إغلاق معبر رفح والأورومتوسطي يحذر من كارثة

هنية: مصر عمقنا.. ونتابع التطورات من موقع المحبة والحرص

TT

حاول إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، ورئيس الحكومة المقالة في غزة، طمأنة الأهالي في القطاع بعد عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي وإغلاق معبر رفح، قائلا إنهم في الحركة الإسلامية يتابعون ما يجري في مصر من موقع المحبة والحرص على وحدتها وسلامتها، وليسوا قلقين على القضية الفلسطينية والمقاومة والقطاع.

وقال هنية في خطبة صلاة الجمعة أمس إن «مصر عمقنا، ونحن في مقدمة الركب وفي الخندق المتقدم. نحن جزء من أمتنا نؤثر ونتأثر. ونحن عضو من هذا الجسد ونحن نراقب ما يجري من موقع المحب للأمة والحرص على وحدتها وسلامتها». وأضاف «ربما ينتاب الشعب الفلسطيني بعض الألم لما يجري هنا أو هناك أو الحزن من منطق التقدير أن تنشغل الأمة بأوضاعها، لكننا لا نخشى على قضيتنا من الضياع ولا من التغييب عن أجندات الأمة، رغم ما يمر بها من ظروف صعبة أو تحولات من اتجاه لآخر، لأن الأمة مرتبطة بفلسطين دينيا وقوميا وعربيا وحتى الذين لا يلتزمون كثيرا بالمشروع الإسلامي نجدهم بعواطفهم العربية والقومية مرتبطون بفلسطين».

وأردف «ما زلنا نستبشر كل الخير بهذا الربيع العربي، وهذه الثورات لهذه الشعوب الإسلامية، ونتوقع أن تتواصل دورة الربيع العربي حتى تحقق كل أهدافها على صعيدها الداخلية وقضية فلسطين».

وجاء حديث هنية، بعد أن أعلنت حماس، أن مصر أغلقت بشكل رسمي معبر رفح الحدودي لأجل غير مسمى ودون إبداء أسباب. وصدرت تعليمات للعاملين في المعبر بوقف العمل فورا. بعد ساعات من هجمات شنها مسلحون إسلاميون على معسكر لقوات الأمن المركزي قرب رفح ومطار العريش، وعلى نقاط تفتيش يقوم عليها الجيش والشرطة، وأدت إلى مقتل جندي مصري.

وأعلن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السياسي الأربعاء الماضي الإطاحة بمرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا «إدارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد». وقد ارتبطت حماس دائما بعلاقات متينة مع جماعة الإخوان المسلمين التي أوقف الجيش المصري عددا كبيرا من رموزها وقادتها وعلى رأسهم الرئيس المعزول ومعاونوه.

وقال ماهر أبو صبحة المدير العام للإدارة العامة للمعابر والحدود في قطاع غزة «لقد أغلق المعبر بسبب الأوضاع الجارية في سيناء». ومن غير المعروف متى سيعاد فتح المعبر، غير أن مصدرا مصريا قال إنه أغلق لدواع أمنية وسيفتح ثانية اليوم.

ومنذ اندلعت شرارة المظاهرات ضد الرئيس المعزول مرسي، عمل معبر رفح الذي يعتبر المتنفس الوحيد لأهل القطاع إلى الخارج، بشكل بطيء للغاية، فيما توقفت الأنفاق عن العمل تماما، وهو ما تسبب في أزمة فورية في القطاع، حذرت معها مؤسسات دولية من كارثة.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صحافي، أمس، إن تتبعه لمسار الأحداث في غزة ينذر بحدوث كارثة حقيقية تتطلب تدخلا دوليا عاجلا لإغاثة القطاع وإنقاذ قرابة مليون ونصف مواطن من مأساة إنسانية. وأضاف المرصد «إن أزمة نقص الوقود تنذر بكارثة حقيقية خلال ساعات في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة، الأمر الذي أدى إلى تقليص بعض الخدمات الإسعافية إلا في حالات الطوارئ».

ولفت البيان إلى تأثير أزمة الوقود على القطاع البحري، إذ يهدد توقف العمل عن الصيد ما يقارب 4 آلاف صياد، يعيلون آلاف الأسر من مهنة الصيد توقفت مراكبهم جراء نفاد الوقود وأضافت هذه المأساة المزيد من المعاناة على حياتهم القاسية في ظل الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل عليهم إذ تمنع القوارب من الصيد لأكثر من ستة أميال.

وحذر المركز من شلل يهدد مركبات غزة عن التوقف إلى جانب أزمات بيئية وإنسانية تهدد بتعطيل الخدمات المقدمة للمواطنين التي تتعلق بالمياه والصرف الصحي وخدمات النظافة. كما أكد المرصد أنّ تفاقم الأزمة تترك آثارا سلبية في مختلف النواحي وأبرزها دفع «المياه العادمة» نحو البحر ما يؤدي ذلك إلى كارثة بيئية حقيقية.

وتحتاج 8 محطات معالجة لمياه الصرف الصحي في غزة، لوقود أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وفي حال لم يتوفر التيار فإن أجزاء من المدينة تغرق بمياه الصرف الصحي. وإضافة لذلك، فإن أزمة غاز الطهي بالقطاع تتصاعد تدريجيا، إذ يحتاج قطاع غزة يوميا نحو 250 طنا يوميا، فيما متوسط الكميات الواردة يوميا عبر معبر كرم أبو سالم يصل إلى 130 طنا أي بنسبة عجز تزيد عن 50 في المائة.