عشرات المصابين في اشتباكات المعارضين والمؤيدين على كوبري أكتوبر بالقاهرة

تبادل لإطلاق الخرطوش والمولوتوف.. وكر وفر بين آلاف المصريين

متظاهرون من انصار مرسي أمام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة أمس (رويترز)
TT

تواصلت أمس الاشتباكات بين أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، ومعارضيه، فوق كوبري السادس من أكتوبر أعلى ميدان عبد المنعم رياض، في منطقة شديدة الحيوية في وسط العاصمة المصرية. ويقع في المنطقة مبنى التلفزيون الحكومي وميادين التحرير وعبد المنعم رياض قرب كورنيش النيل. وحاول أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي، النزول باتجاه منطقة ماسبيرو، إلا أن معارضين لمرسي تصدوا لهم، في محاولات من أنصار الرئيس المعزول للوصول إلى ميدان التحرير.

وتأتي هذه التطورات التي استمرت حتى إعداد هذا التقرير الليلة الماضية، وسط تضارب في المواقف وعدم وضوح الرؤية في ما يتعلق بالطريقة التي يمكن أن يدير بها الحكام الجدد المرحلة الانتقالية في البلاد المنقسمة على نفسها.

وواصل عناصر الإخوان المسلمين إطلاق الخرطوش والحجارة وهم يتقدمون في اتجاه ميدان التحرير، بينما أشعلوا النار في إحدى السيارات عند نزلة الكوبري المؤدية إلى منطقة ماسبيرو (التلفزيون الرسمي)، بينما توجهت جموع أخرى من الإخوان في اتجاه التحرير مستخدمين عدة منافذ وشوارع جانبية.

وبدأ مؤيدو مرسي الذين تمركزوا أعلى كوبري أكتوبر في إلقاء كرات من النار على المتجمعين على منزل الكوبري وأسفله، كما أطلقوا طلقات الخرطوش.

وتشهد البلاد حالة انقسام شديدة امتدت إلى العديد من المناطق في البلاد وسط مواقف متباينة من القيادات على الأرض. وفي محافظة قنا أعلنت أحزاب سياسية وقبائل تأييدها الكامل للقوات المسلحة المصرية و«درعها الوفي الأبي والشرطة والأزهر والكنيسة المصرية والقضاء»، وهي الأطراف التي أعدت خارطة طريق من دون الرئيس المعزول. وقال أسامة رمضان منسق جبهة الإنقاذ الوطني بالمحافظة، في بيان أمس، إن «البيان أكد التأييد الكامل للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، والموافقة الكاملة على خارطة الطريق التي وضعتها القوى الوطنية بالتعاون مع القوات المسلحة».

وفي محافظة بني سويف حاول أعضاء جماعة الإخوان اقتحام مبنى الشرطة العسكرية في شارع عبد السلام عارف وتحطيم أبوابه، إلا أن أهالي المنطقة تصدوا لهم ومنعوهم من التعدي على المبنى وطالبوهم بالانصراف قبل أن يغلقوا شارع كورنيش النيل ويعتصموا أمام ديوان عام المحافظة.

وكان عدد من أنصار الرئيس المعزول وجماعة الإخوان ببني سويف قد تظاهروا في جميع شوارع مدينة بني سويف، مرددين هتافات منها «إسلامية.. إسلامية»، و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، و«انتباه يا سيسي مرسي هو رئيسي»، و«روح قول للسيسي مرسي هو الرئيس». وأصيبت شوارع المدينة بالشلل التام، مما أدى لإعاقة حركة المواصلات.

وحذرت القوات المسلحة من أي أعمال استفزازية أو احتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين، وأكدت في بيان أمس أن من يخالف ذلك فسوف يتم التعامل معه وفقا للقانون وبكل حسم. وتعهدت القوات المسلحة على حماية المتظاهرين السلميين في إطار مسؤوليتها الوطنية تجاه شعبها بحماية المتظاهرين السلميين في كافة ميادين مصر. وأهابت بكافة أبناء الشعب المصري عدم الانسياق وراء ما يتم بثه من أكاذيب وشائعات منسوبة إلى مصادر مجهلة تسعى إلى خلق حالة من الاحتقان والتوتر بين جموع المصريين.

يأتي هذا بعد أن بثت عدة صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات منسوبة إلى «مصدر عسكري» مجهول تناشد المواطنين بعدم النزول إلى الميادين والتزام منازلهم لتسهيل عمل القوات المسلحة في السيطرة على الموقف الأمني. لكن القوات المسلحة أكدت عدم صحة هذه المعلومات شكلا وموضوعا، وقالت إنه من حق الجميع التظاهر السلمي، وحرية التعبير عن الرأي مكفولة للجميع وتحميها القوات المسلحة وتوفر لها التأمين المناسب.

على صعيد متصل، صرح المتحدث العسكري للقوات المسلحة بأنه لم يتم الاعتقال السياسي لأي شخص منذ ثورة 30 يونيو (حزيران) المجيدة (الأحد الماضي)، وأن كل ما نشر عن اعتقال أي أحد من تيار سياسي غير صحيح. وقال المتحدث العسكري إنه لم يتم حبس أي شخص سياسيا ولا يوجد معتقل سياسي واحد من أي تيار داخل السجون المصرية.

وأعرب المتحدث عن تطلعه إلى تحري الدقة في ما تنشره وسائل الإعلام حول وضع الحريات في مصر. كما صرح المتحدث العسكري للقوات المسلحة بأنه لا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن قيام قادة القوات المسلحة بالضغط على الفريق أول السيسي لسحب بيانه.