ثلاث غارات جوية على حمص.. وانفجار مستودعات ذخيرة في اللاذقية

الأمم المتحدة تجدد دعواتها لأطراف الصراع للسماح بإدخال مساعدات للمناطق المحاصرة

مظاهرة في حي بستان القصر بحلب في جمعة «تنبهوا واستفيقوا أيتها الكتائب» أمس (مركز حلب الإعلامي)
TT

شن الطيران الحربي السوري ثلاث غارات أمس على أحياء مدينة حمص القديمة (وسط سوريا) بعد قصف بصواريخ «أرض-أرض» على أحياء المدينة المحاصرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر من جهة، والقوات النظامية وميليشيا قوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط حي الخالدية وأحياء المدينة القديمة بحمص. وفي هذه الأثناء انفجرت مستودعات ذخيرة تابعة للقوات النظامية في ريف اللاذقية يوم الجمعة نتيجة استهدافها بصواريخ «على الأرجح»، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر بيان صادر عن المرصد أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن اشتباكات حي الخالدية أسفرت عن مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية وميليشيا قوات الدفاع الوطني، بحسب مصادر طبية. وأوضح المرصد أن قوات المعارضة استهدفت بعدد من الصواريخ كتيبة تابعة لقوات النظام بالقرب من قرية «السامية» بريف اللاذقية، مما أدى لانفجار مستودعات الذخيرة وسط «معلومات عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف القوات النظامية» التي قصفت بشكل عنيف مناطق تسيطر عليها المعارضة، مما أدى إلى نشوب حرائق في غابات منطقة جبل صهيون بالقرب من مدينة الحفة.

أما في العاصمة دمشق، فقالت شبكة «شام» الإخبارية إن قوات النظام تقصف بعنف منطقة السيدة زينب، وأفادت بأن قصفا عنيفا آخر يستهدف غرب وجنوب مدينة داريا بريف دمشق. وقال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من تدمير حاجز طريق المؤتمرات الواصل من السيدة زينب إلى شبعا، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 15 عنصرا من قوات النظام، بينما واصلت قوات النظام قصفها المدفعي على أحياء برزة وجوبر وأحياء دمشق الجنوبية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط حي برزة بين الجيشين.

وإلى الجنوب من دمشق، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة على كورنيش الميدان مما تسبب بإصابة طفل وسائق السيارة بجروح. في هذه الأثناء، استمر القصف على حي جوبر (شرق) من مواقع للقوات النظامية، كما استمرت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية عند أطراف مخيم اليرموك في جنوب المدينة.

ونشرت صفحة إخبارية شيعية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صورة قالت إنها لـ«قوافل حسينية وصلت صباح أمس من النجف إلى حرم السيدة رقية في حي العمارة بدمشق»، وتظهر الصورة الملتقطة داخل مقام السيدة رقية مجاميع من الرجال وبينهم من يرتدي زيا عسكريا.

في غضون ذلك، خرج متظاهرون سوريون في أنحاء متفرقة من البلاد في جمعة حملت اسم «تنبهوا واستفيقوا أيها الكتائب»، ودعا فيها المتظاهرون الكتائب التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد إلى ضرورة التوحد والتنبه إلى خطر التنابذ والخلافات بينهم، كما انتقدوا الكتائب التي تنتظر السلاح الأميركي، «لأنه لن يأتي»، على حد وصفهم.

وفي مدينة جنيف السويسرية، قال المتحدث باسم مكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبرت كولفيل أمس: «نشعر بقلق شديد إزاء التداعيات الإنسانية للهجوم الذي بدأته القوات الحكومية السورية وميليشيات موالية لها في 28 يونيو (حزيران) لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص». وأضاف أن «النقص في الغذاء والمياه والأدوية والكهرباء والمحروقات يؤثر بشكل خطير على المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال».

وأشار كولفيل إلى أن «عدد المصابين لا يزال مجهولا، إلا أن البيانات المتوفرة تشير إلى أن عدد المدنيين المحاصرين حاليا بسبب القتال العنيف في حمص وحولها يتراوح بين 2500 وأربعة آلاف شخص يعانون»، لافتا إلى أن «حصار حمص بدأ قبل 13 شهرا، لكنه تصاعد ليتضرر بذلك 16 حيا سكنيا نتيجة القصف، كما أن وجود جماعات المعارضة المسلحة داخل المناطق السكنية يزيد الخطر على المدنيين».

ودعت مفوضية الأمم المتحدة «جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وتجنب سقوط ضحايا من المدنيين والسماح للمدنيين المحاصرين بالمغادرة من دون خوف من الاضطهاد أو العنف، كما طالبت بضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية فورا ومن دون قيود إلى جميع السكان المتضررين من النزاع في المناطق المحاصرة».