واشنطن تتردد بشأن مفاوضات طالبان

تريد منها التفاوض مع حكومة كرزاي أيضا

TT

رغم أن مكتب طالبان في الدوحة يظل مفتوحا، ولا تريد الولايات المتحدة من حكومة قطر أن تلغي اتفاقها مع طالبان بفتح المكتب، قال مسؤولون أميركيون إنهم يميلون نحو رأي الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بأن تفاوضه طالبان. لكن ليس بالضرورة قبل أن تفاوض طالبان الأميركيين.

وأمس، قال جيمس كنيننغهام، سفير أميركا في أفغانستان: «نعرف أن حكومة أفغانستان تريد التفاوض مع طالبان كما نريد نحن. لكن، طالبان هي التي ستحدد إذن ستفاوض مجلس السلام الأعلى (الذي شكله كرزاي للتفاوض من طالبان)». وأضاف: «هذا موضوع يهم الأفغان في المرتبة الأولى، موضوع السلام، والاستقرار، والتصالح».

وقال السيناتور لندسي غراهام، جمهوري من ولاية ساوث كارولينا: «تجعل فكرة أن طالبان هي التي ستحدد من تفاوض طالبان قوية جدا». هذه إشارة إلى أن الولايات المتحدة، أن لم تكن حكومة كرزاي، هي التي يجب أن تقود العملية. وخاصة مع قرب انسحاب القوات الأميركية، وقوات حلف الناتو، من أفغانستان.

وكانت الخارجية الأميركية قالت، بعد عودة جيمس دوبنز، كبير المفاوضين الأميركيين مع منظمة طالبان الأفغانية، إلى واشنطن أن المفاوضات «مجمدة». وقالت: إن الخطوة التالية هي اتفاق «بين الأفغان أنفسهم، لأن هذه، في نهاية المطاف، عملية أفغانية».

وقال باتريك فينتريل، متحدث باسم الخارجية: «أنا لا أملك كرة زجاجية سحرية» ليحدد تاريخ بداية المفاوضات. وأضاف: «نريد من الأفغان أن يجلسوا حول مائدة واحدة مع الأفغان».

وعلق فينتريل على انتقادات الرئيس الأفغاني حميد كرزاي للولايات المتحدة بسبب ما سماه كرزاي «استعجال» التفاوض مع طالبان، وقال فينتريل: «الولايات المتحدة تريد أفغانستان موحدة وديمقراطية ومستقرة. الولايات المتحدة تريد من الأفغان أنفسهم أن يتفقوا على ذلك، ثم أن ينفذوا ما يتفقون عليه».

وكان كرزاي قال: إنه يعترض على المفاوضات الأميركية الطالبانية في الدوحة حتى تبدأ مفاوضات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان. وكان علق المفاوضات احتجاجا على ظروف افتتاح مكتب سياسي لطالبان في الدوحة. وقال: «المفاوضات حول اتفاق ثنائي (مع الولايات المتحدة)، والتي علقت ردا على افتتاح مكتب طالبان في قطر، يمكن أن تستأنف حين تبدأ المشاورات بين طالبان والمجلس الأعلى للسلام (الذي شكله كرزاي)».

لكن، قال المتحدث باسم طالبان، محمد نعيم، لوكالة الصحافة الفرنسية مع افتتاح المكتب في الدوحة، إن مفاوضات طالبان مع كرزاي «ليست مقررة حتى الآن». لكنه لمح إلى أن الأمور قد تتغير تبعا للظروف.

وكان كرزاي أشار إلى أن مصير المفاوضات بين واشنطن وكابل مرتبط، أيضا، مع «لويا جيرغا»، الجمعية التي تضم زعماء القبائل وممثلي المجتمع الأفغاني، والتي يريد كرزاي إشراكها في الموضوع. وشدد كرزاي، في مؤتمر صحافي في كابل، على أن «الشعب سيقبل (هذا الاتفاق) أو يرفضه».