الرئيس الفلسطيني: لا دولة فلسطينية من دون المصالحة مع حماس

زار مقبرة تابعة لمخيم شاتيلا في جنوب بيروت

TT

وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إكليلا من الزهر على المقبرة التابعة لمخيم شاتيلا في جنوب بيروت، في إطار زيارته الرسمية إلى لبنان التي اختتمها يوم أمس. وكان في استقبال عباس في المقبرة الواقعة على أطراف المخيم، جمع من الأشخاص الذين لفوا أعناقهم بالكوفيات وحملوا الإعلام الفلسطينية.

وقالت فاطمة عبد الهادي، وهي سيدة عجوز غطت رأسها بحجاب أبيض ولفت حول عنقها وشاحا أبيض وأسود: «أنا هنا لاستقباله لأنه رئيسنا» مضيفة أن «ما نريده ونأمله هو أن يساعدنا للعودة إلى فلسطين. هذا كل ما أريد».

كما كان في استقبال الرئيس الفلسطيني الذي بدأ الأربعاء الماضي زيارة هي الثالثة له إلى بيروت، شبان فلسطينيون من حركة فتح التي يتزعمها، إضافة إلى فرقة من الكشافة. ومن المشاركين جميل حسن (36 عاما)، الفلسطيني الذي قدم إلى لبنان قبل نحو عام هربا من النزاع في سوريا المجاورة. وقال: «تركنا سوريا لأن الوضع أصبح خطرا. الحياة هناك قبل 15 مارس (آذار) 2011 كانت سهلة. الدولة حمتنا (كفلسطينيين)، وبمؤهلاتك كان يمكنك أن تصبح ربان طائرة أو طبيبا». ويعاني نحو 470 ألف لاجئ فلسطيني مقيمين في 12 مخيما في لبنان، من ظروف معيشية وحياتية صعبة. وإضافة إلى النقص الحاد في البنى التحتية في المخيمات، تمنع القوانين اللبنانية اللاجئين من تملك العقارات أو مزاولة عدد كبير من المهن الحرة.

وقال جميل إنه فوجئ بالظروف الحياتية للاجئين الفلسطينيين في لبنان «إخواننا هنا وضعهم تعيس جدا». أضاف: «المياه مالحة ولا يتعدى عرض الشوارع في المخيم المتر الواحد». وأمل في أن يتمكن عباس «من القيام بشيء لمساعدتنا جميعا، مقيمين هنا وأولئك الذين قدموا من سوريا».

وتفيد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» أن نحو 65 ألف لاجئ فلسطيني قدموا إلى لبنان من سوريا.

وشهد مخيما شاتيلا وصبرا (المجاور له) مجزرة مروعة في سبتمبر (أيلول) 1982 خلال الحرب الأهلية وإبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، أودت بحياة ما بين 800 وألفين فلسطيني، بحسب مصادر مختلفة.

يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني عبر أول من أمس عن عدم إمكانية قيام دولة فلسطينية من دون إتمام المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مشددا على استعداد السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فور موافقة الحركة على ذلك. وقال عباس خلال لقاء صحافي في اليوم الثاني من زيارته لبيروت أن «المصالحة الفلسطينية تعثرت كثيرا. إذا وافقت حماس على إجراء الانتخابات فنحن جاهزون خلال ثلاثة أشهر لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية».