روحاني يتعهد بمنح الإيرانيين حرية التعبير

الرئيس الإيراني المنتخب: لم أوافق أبدا على التعصب الذي وصل بالأمور إلى ما هي عليه اليوم

TT

أكد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني في حوار أجري قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية لكن نشر في 16 من يونيو (حزيران) العام الجاري في مجلة «شلشراغ» الإيرانية, أنه سوف يمنح الناس الحريات كي يعبروا عن رغباتهم.

كما حذر من ربط العفة بالحجاب، وقال: إنه «بصورة تدريجية وباستمرار الثورة الإسلامية تم تفسير الدستور وفقا للأهواء الشخصية والمصالح، إن تقديس الكثير من الأمور والمعتقدات جعلها بعيدة جدا عن مجال النقد. تحولت الطرق إلى استراتيجيات، وبقي أن نعيش الماضي، تم الخلط بين المجال السياسي والأخلاق والاقتصاد وفي النهاية تأثر كل شيء بالسياسة».

كما أوضح أن الوضع الذي وصلت إليه إيران هو نتيجة لتصرفاتنا وردود أفعالنا جميعا، ولكنني لم أوافق أبدا على التعصب الذي وصل بالأمور إلى ما هي عليه اليوم، في النهاية سيكتبون التاريخ وسيتضح دور كل شخص وحصته، ولكن في أي منصب شغلتهُ لم أتجه نحو التعصب، والغوغائية والتضحية بصالح الناس. ويجب النظر إلى أعمالي في مجال موضوع الطاقة النووية، لقد منعت انتقال ملفنا إلى مجلس الأمن، ومنذ البداية منعت فرض الحصار على إيران ومنعت قيام الحرب».

وحول مدى يتطابق التعامل الحالي مع الشباب في المجالات الاجتماعية، وشرطة الأخلاق، قال الرئيس الإيراني المنتخب إنه يعارض هذه التصرفات، وهي نتيجة «للنظرة والاستنتاج الخاصين من الإسلام». وشدد على أن «العفة أبعد من لبس الحجاب بكثير، حسب رأيي إذا لم يلتزم امرأة ما بالحجاب الرسمي الذي نريده، فهذا لا يعني التشكيك في عفتهن، قبل الثورة الإسلامية كانت الكثير من النساء لا يرتدين الحجاب، ألم يكن أعفاء؟ أنا أحذر من اعتبار أن العفاف هو الحجاب. برأيي توجد الكثير من النساء في مجتمعنا لا يرتدين الحجاب ولكنهن عفيفات».

وحول مدى إيمانه بالعزل بين الجنسين في المجالات الاجتماعية المختلفة، قال: إنه لا يسعى للعزل بين الجنسين وأوضح أنه «لم يستطع أي مجتمع على مدى التاريخ أن ينجح في العزل بين الجنسين. في المجتمع المعقد والاتصالات الكثيرة الموجودة حاليا فإن العزل فاشل».

كما قال روحاني إنه يعد العالم الرقمي هو أداة وإن كل أداة من الممكن أن تكون تهديدا وفرصة، وأضاف: «إن الأدوية تصنع لعلاج الأمراض ولكن يمكن أن تستعمل من أجل الانتحار. وإن هذه الأدوات لا يمكن الهروب من استخدامها. أنا أتذكر أن حتى آية الله هاشمي رفسنجاني قد قال: إن ظواهر مثل الـ(فيس بوك) هي ظواهر مباركة».

ونبه إلى أن «الكثير من الإجراءات التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات الحكومية في العالم الرقمي لا تهدف إلى فعل الخير. أي أنهم غير قلقين حقا حول الأخلاق العامة أو ما يهدد الشباب. بل إن لهم مآرب سياسية. إنهم يخشون الحرية التي يوفرها هذا العالم، إنهم يسعون إلى وضع العوائق أمام الوصول إلى الأخبار. وإن هذه العوائق لا تفيد». كما دعا في حواره إلى الثقة بأهل الثقافة والفن وفسح المجال أمامهم. وقال: إن «الجو سيتحسن ما أن نقلل من الرقابة ولا نتشدد في وضع الخطوط الحمراء ونوضح أن الرقابة ليست هدفنا. ما الذي قاموا به خلال فترة حكم الإصلاحيين (التيار اليساري) لقد طلبوا من مدققي وزارة الإرشاد الديني أن لا يتشددوا لم يكن هنالك أحد في القائمة السوداء لقد تم اعتبار أن التعبير عن الآراء وحق الاعتراض في من الحقوق الأساسية للفرد». كما ذكر بأنه أعلن عن معارضته «للطريقة الخشنة في التعامل مع من يشاهدون البث الفضائي، وأعتقد أننا في عصر الثورة الرقمية ولا يمكن أن نعيش أو نحكم ونحن في الحجر». وقال: إن «الكثير من شبابنا قد قاطعوا التلفزيون الرسمي، لأنهم لم يروا في الصدق والأخلاق والعدالة كما يجب أن تكون. إن كل وسيلة إعلام يجب أن توفر احتياجات الجمهور، وأن من أهم ما يحتاجه الناس هو الأخبار والمعلومات عن أهم المواضيع وبشفافية. عندما يهتمون بالأخبار الخارجية أكثر من الداخلية، عندما يقومون بتغطية واسعة لولادة باندا في حديقة الحيوانات الفلانية في الصين ولا يشيرون إلى اعتصام العمال بسبب عدم قبضهم رواتبهم منذ مدة ستة أشهر، عندما يتم حذف جميع كبار أهل الفن والثقافة من الإعلام لأنهم ينتقدون بعض الأمور، عندما يتم حذف شخصيات سياسية كبيرة معروفة مثل السيد هاشمي والسيد خاتمي والمجاميع السياسية المعارضة من التلفزيون فمن الطبيعي أن يقاطع الناس وليس فقط الشباب التلفاز الحكومي. إن الحل هو ضمان حرية الرأي. إذا أصبحت التغطية الإخبارية لتلفزيوننا في يوم من الأيام أفضل من القنوات الأجنبية مثل (بي بي سي)، فإن الناس سيعودون إليها».

كما أكد في الحوار التزامه بمصالح إيران في الملف النووي كي لا يصل إلى مجلس الأمن ولكي لا تحيط الحرب والحصار بالناس وقال: «ما دمت مسؤولا عن ذلك العمل، فإني قمت به من دون إثارة الفوضى». كما شدد على أنه «يجب أن ينتقد الناس أهل السياسة، باستخدام حقوقهم في المطبوعات، في المنتديات الثقافية والفنية وأن يضغطوا عليهم لكي يتحركوا في المسار الذي يلبي احتياجات الناس. نحن سوف نمنح الناس تلك الحريات كي يستطيعوا التعبير عن رغباتهم. خلال زمان السيد خاتمي قمنا بتحقيق ذلك عن طريق سكرتارية مجلس شورى الأمن الوطني. وفي ذلك فشلنا بمنح الحرية بسبب خيانة بعض الأفراد الذين يعرف الشباب من هم».