ضاحية «المنيل» الراقية تتحول لساحة حرب بين المصريين عقب خطاب بديع في «رابعة العدوية»

الجماعة هاجمت الأهالي بالأسلحة النارية.. وسقوط 6 قتلى وعشرات المصابين

TT

تحولت منطقة المنيل بمحافظة الجيزة المجاورة للعاصمة المصرية القاهرة إلى ساحة حرب بين المصريين، وشهدت ليلة من الرعب والفزع الذي عاشه أهالي المنطقة الراقية بسبب الاشتباكات بالأسلحة النارية والخرطوش، التي نشبت بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي أعلى كوبري الجامعة وعدد من الأهالي وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات، حسب المصادر الطبية. «شباب (الإخوان) قتلونا.. وحرقوا منازل ومحال الأهالي من دون ذنب»، بهذه العبارة تحدثت هالة نور، وهي سيدة في العقد الثالث من عمرها تسكن في منطقة المنيل بالجيزة، وقالت السيدة نور وهي تبكي بحرقة إن شباب «الإخوان» انطلقوا بالشوم وقطع الحديد وهم يهتفون: «الله أكبر.. النصر قريب»، وظلوا يضربون ويخربون عقب خطاب مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع في رابعة العدوية مساء أول من أمس، الذي دعا فيه أنصاره إلى فداء الرئيس المعزول محمد مرسي بأرواحهم. وحسب شهود عيان من سكان منطقة المنيل (جنوب القاهرة)، فإن مؤيدي الرئيس المعزول قاموا بحمل أسلحة آلية وأطلقوا الرصاص على سكان المنطقة أمام مسجد صلاح الدين الواقع بنهاية كوبري الجامعة، بعدما اعترضهم الأهالي في مسيرة كانت في طريقها إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، كما قام مؤيدو الرئيس بمهاجمة أصحاب المحلات التجارية وتحطيم محلاتهم في المنطقة، مما أدى إلى هروب أصحابها إلى الشوارع ليستغيثوا بأهالي المنيل، ولكن دون جدوى. وتبادل مؤيدو مرسي من أعلى كوبري الجامعة، وقوات الأمن المتمركزة بمنطقة المنيل، إطلاق الرصاص، مما أدى إلى حالة من الكر والفر بين الأهالي بالشوارع الجانبية بالمنطقة، بالإضافة إلى قيامهم بإطفاء لمبات أعمدة الإنارة أعلى كوبري الجامعة.

من جانبها، دفعت وزارة الداخلية بـ4 سيارات أمن مركزي و4 مدرعات، بالإضافة إلى قوات الأمن المركزي والقوات الخاصة المتمركزة في المنطقة لمحاولة التدخل بين الأهالي ومؤيدي الرئيس. وفي السياق نفسه، أكدت مصادر طبية أن «هناك 6 قتلى وعشرات المصابين جراء الاشتباكات التي دارت بين مؤيدي مرسي والثوار بمنطقة المنيل»، مشيرة إلى أن هناك ضابطا من القوات الخاصة أصيب بطلق ناري في البطن. ويقول أحد الشباب من سكان منطقة المنيل، إن «المئات من (الإخوان) جاءوا من منطقة جامعة القاهرة بالأسلحة النارية والآلية والأسلحة البيضاء مثل السيوف والسنج وحاولوا المرور باتجاه ميدان لتحرير». وتابع: «تصدينا لهم لمنع وصولهم للتحرير.. وكانت بينهم قناصة يتمركزون أعلى مسجد صلاح الدين». وكانت مسيرات لأنصار الجماعة توجهت إثر خطاب بديع إلى التحرير ومحيط مبنى التلفزيون في ماسبيرو الليلة قبل الماضية، حيث حاولت مهاجمة الميدان، مما أدى إلى سقوط قتلى. «الشرق الأوسط»، رصدت الأجواء الحزينة والغاضبة في الحي الهادي بالمنيل (الذي يقع فيه مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان ومقر مكتب إرشاد الجماعة القديم)، والذي تسكنه الطبقات المتوسطة، عقب اشتباكات الليلة الماضية.. الشوارع خالية ومعظم المحال أغلقت أبوابها. وقال سيد إبراهيم صاحب أحد المحال التجارية: «الكثير من أصحاب المحلات قتلوا بالرصاص الحي والبعض الآخر كسرت ذراعه أو أرجله، لأنهم تصدوا للبلطجية».

ليلى توفيق (40 عاما)، قالت: «شاهدت مناظر الدم من شرفة منزلي، وحاولنا أنا والأهالي إسعاف المصابين.. وخفت أن يطلق الملتحون النار علي، وعلى أولادي في المنزل»، وتابعت: «الأهالي ألقوا القبض على بعض الشباب وكانوا يحملون أسلحة نارية فوق أسطح البنايات».

في المقابل، نفت مصادر داخل حزب الحرية والعدالة، تورطهم في مذبحة أمس، قائلين: «(الإخوان) نزلوا للشارع تأييدا لمرسي في مظاهرات سلمية.. ولم يكن معهم أسلحة».