آلاف المغتربين الفلسطينيين يعدلون عن قضاء عطلتهم في غزة بعد إغلاق معبر رفح

عشرات علقوا.. وآخرون يحملون جنسيات غربية ينسقون للمغادرة عبر «بن غوريون»

TT

ألغى الآلاف من المغتربين الفلسطينيين مخططاتهم بقضاء العطلة الصيفية برفقة عائلاتهم بمعية أقاربهم في قطاع غزة، في أعقاب تواصل إغلاق معبر رفح الحدودي، على خلفية التطورات المتلاحقة في مصر. ويؤكد إبراهيم عليان (55 عاما)، أن شقيقه أحمد الذي يقيم في إيطاليا عدل عن مخططه بالقدوم لقطاع غزة وقضاء عطلة الصيف مع أشقائه وشقيقاته، كما فعل العام الماضي.

ويضيف إبراهيم أنه وبقية الأشقاء طلبوا من أحمد عدم المخاطرة بالقدوم لقطاع غزة حتى لا يعلق هنا، وبالتالي عدم تمكنه من العودة إلى عمله. وحسب إبراهيم، فإنه حتى لو أعادت مصر فتح معبر رفح، فإن هناك حالة من انعدام الثقة تحول دون المخاطرة بالقدوم خشية أن تنقلب الأوضاع مجددا ويغلق المعبر من جديد.

وحتى أولئك المعنيون بالعودة للقطاع لأمور ضرورية، فإنهم غير قادرين على المجازفة بسبب حساسية الأوضاع وإمكانية انقلابها في أي لحظة. فعلى سبيل المثال، يرغب عوني أبو سمحة، الذي يعمل في إحدى الدول الخليجية، بالعودة إلى غزة برفقة أبنائه من أجل تجديد جوازات السفر، لكنهم يخشون المخاطرة بالعودة حتى لا يعلقون هناك، خصوصا أن عوني يعمل في شركة أجنبية بعقد خاص، ويخشى أن يدفع تأخره عن الالتحاق بعمله إلى فصله، في حين أن أبناءه يدرسون في الجامعات، وهم معنيون بعدم المخاطرة بالتغيب عن الجامعة في حال تواصل إغلاق المعبر. وسيحاول عوني استصدار جوازات سفر جديدة له ولأبنائه عبر إعداد توكيلات خاصة لشقيقه.

لكن المشكلة الكبرى، تتعلق بأولئك المغتربين والعاملين الذين أغلق المعبر وهم داخل قطاع غزة. أحد هؤلاء هي آمنة شاعري، وهي فلسطينية من غزة متزوجة في مدينة بيت ساحور بالضفة الغربية، حيث إنها قررت هذا العام زيارة أشقائها في قطاع غزة برفقة ابنتها، على الرغم من أن إسرائيل تمنع انتقال الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوجهت آمنة إلى الأردن ومنه لمصر ومن هناك إلى قطاع غزة. وكان من المقرر أن تغادر آمنة القطاع أمس، لكن إغلاق المعبر جعلها تعلق هي وابنتها هناك لأجل غير مسمى.

ومما يزيد الأمور تعقيدا أنه حتى عندما تتم استعادة فتح المعبر، فإن عدد الفلسطينيين الذين يسمح الجانب المصري بمغادرتهم من خلال المعبر عدد قليل جدا، مما يعني أن المرء بإمكانه أن يتوجه للمعبر أكثر من مرة من دون أن يتمكن من المغادرة. ومن الواضح أن بعض المغتربين الذين يعيشون في أوروبا ويمتلكون جوازات سفر أجنبية لديهم إمكانية مغادرة القطاع عبر مطار «بن غوريون» الإسرائيلي، لكن هذا يتوقف على تدخل سفارات الدول التي يحملون جوازاتها لدى السلطات الإسرائيلية لتنسيق عملية انتقالهم من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ومنها إلى أوروبا والدول الغربية بشكل خاص.

أحد هؤلاء أحمد مسالم، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الكندية، يجري اتصالاته حاليا بالسفارة الكندية في تل أبيب لمساعدته في مغادرة القطاع عبر مطار «بن غوريون».