القيادي الإسلامي غازي صلاح الدين ينصح الإسلاميين في مصر بالرهان على الديمقراطية

الحكومة السودانية تصف عزل مرسي بأنه شأن داخلي

TT

تباينت آراء الإسلاميين السودانيين من تقييم الأحداث في مصر بعد خلع رئيسها محمد مرسي وتنصيب حكومة مؤقتة برئاسة عدلي منصور، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه الحركة الإسلامية التي تقود نظام الرئيس السوداني عمر البشير عزل محمد مرسي من رئاسة الجمهورية المصرية خروجا عن قواعد الممارسة الديمقراطية، نصح القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور غازي صلاح الدين العتباني الإخوان المسلمين في مصر بالرهان على الديمقراطية والالتزام بمعاييرها ونتائجها حتى وإن خسروا السلطة.

وقالت الحركة الإسلامية السودانية، في بيان لها نشرته وكالة السودان الرسمية للأنباء، إن ما تعرض له التيار الإسلامي خلال ستين عاما مضت من الابتلاءات وما قدمه من تضحيات وهو يقاوم أنظمة الاستبداد المتعاقبة حتى نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 يؤكد أنه كان للتيار الإسلامي دور مشهود. وأضاف البيان أن العالم شهد فوز مرشح التيار الإسلامي في الانتخابات الرئاسية وفوز مرشحيه في مجلسي الشعب والشورى قبل ذلك، وقال البيان «الطريقة التي تم بها عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي من رئاسة الجمهورية تمثل خروجا صريحا على قواعد الممارسة الديمقراطية التي توافق عليها الشعب المصري».

وكانت الحركة الإسلامية السودانية قد وصلت إلى السلطة في 30 يونيو (حزيران) عام 1989، عبر انقلاب على حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطيا، نفذته عبر ضباطها في القوات المسلحة بقيادة الرئيس الحالي عمر البشير. وشهدت الحركة الإسلامية السودانية انقساما كبيرا في عام 1999 عندما اختلف زعيمها التاريخي حسن الترابي مع البشير ومجموعته.

وعبرت الحركة الإسلامية السودانية عن أملها أن يظل الجيش المصري درع مصر القوية وحامي ترابها وحارس أمنها من أي اعتداء خارجي، ودعت الجيش المصري والقضاء الذي قالت إنه مشهود له بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية لئلا يكونا طرفا في الصراع الدائر بين القوي السياسية، وألا ينحازا لفصيل دون الآخر. وقالت في بيانها «بل ينتظر منهما أن يحميا الشرعية وقواعد الممارسة الديمقراطية المعروفة تأمينا لوحدة الشعب المصري وحمايته من الانقسامات الحادة»، متهمة دوائر عالمية بأنها تجتهد لتصبح هي الحاكمة في المجتمعات العربية والإسلامية، وتابعت «وما قضية الفوضى الخلاقة عن الأذهان ببعيدة»، داعية الشعب المصري وقواه السياسية إلى التحلي باليقظة وقفل الطريق أمام أعداء مصر والقوى المتربصة التي تريد إضعافها وإخراجها من دائرة التأثير الإقليمي والعالمي.

من جهته، نصح القيادي الإسلامي ومستشار الرئيس السوداني الأسبق الدكتور غازي صلاح الدين، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية «فيس بوك»، الإخوان المسلمين في مصر بالرهان على الديمقراطية والالتزام بمعاييرها ونتائجها حتى وإن خسروا السلطة. وقال إنهم «يجب أن يعلموا – الإخوان المسلمون – أن المجتمع ومصر أهم من السلطة، لأن المجتمع هو الحفيظ على القيم، وهو الذي يصنع السلطة ويكيف الثقافة السياسية»، مطالبا الجماعة الإسلامية في مصر بأن تبقى معتمدة على محيطها الاستراتيجي وألا تستعديه، وقال «أول طبقة في محيطها الاستراتيجي الذي ينبغي أن تهتم بها هي الشعب المصري». وأضاف «إذا قوّت الحركة حلفها مع الشعب الذي يحيط بها يمكنها عندئذ أن تكسب معاركها»، ناصحا الإخوان المسلمون بأن «يجعلوا مصر قبل الجماعة لأن مشروعية الرئاسة مستمدة من الشعب لا من الجماعة».

وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي قد أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري محمد كامل عمرو، وقال إن بلاده تحترم إرادة الشعوب وتتطلع إلى المضي قدما في العلاقات مع مصر بما يخدم مصالح البلدين، مشددا على أن العلاقات الإيجابية لن تتأثر بالتطورات السياسية الحالية، معتبرا عزل الرئيس السابق محمد مرسي بواسطة الجيش أمرا داخليا يخص شعبها ومؤسساته القومية وقيادته السياسية، معربا عن أمنياته بأن تمنح كل الأطراف في مصر الأولوية للحفاظ على الأمن والاستقرار وتجاوز المرحلة الدقيقة.