إسرائيل تصف علاقتها بمرسي بـ«الجيدة» وتخشى ارتدادات التطورات المصرية

تسعى لاستمرار المساعدات الأميركية إلى مصر.. وليبرمان يدعو لاحتلال غزة فورا

TT

قال وزير الأمن الإسرائيلي الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش، إن بلاده معنية بالإبقاء على العلاقة الأمنية المتواصلة مع مصر رغم تغيير السلطة فيها بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي.

وأضاف خلال ندوة ثقافية في بئر السبع، «التعاون والتنسيق الأمنيين بين البلدين كانا جيدين في عهد الرئيس المخلوع مرسي لا سيما استخباراتيا».

وتابع: «علينا قول الحقيقة، علاقة أوساط عسكرية واستخبارية إسرائيلية بنظرائهم في مصر وبالرئيس مرسي كانت جيدة».

وتمنى أهرونوفيتش، بقاء مصر دولة صديقة لإسرائيل مع بقاء التعاون الأمني قائما كما كان، لكنه رفض إعطاء موقف مما يجري، واصفا ذلك بالشأن الداخلي. وتتابع إسرائيل أولا بأول ما يجري في مصر التي تربطها بها اتفاقية سلام وحدود طويلة، دون أن تدلي بموقف رسمي، وإن كان مسؤولو الأجهزة الأمنية يتوقعون ارتدادات.

وفي الوقت الذي تثق فيه إسرائيل بقدرة الجيش المصري على ضبط الأوضاع الأمنية في سيناء، فإنها تخشى أن تتأثر قوته بما يجري من أحداث، خصوصا إذا أخذت الولايات المتحدة موقفا منه.

ولذلك أجرى مسؤولون إسرائيليون مباحثات مكثفة مع نظرائهم الأميركيين في محاولة لإثناء الإدارة الأميركية عن وقف المساعدات الأميركية العسكرية لمصر، بعدما أثير نقاش داخل الإدارة الأميركية حول ما إذا كان ما جرى في مصر يعتبر انقلابا أو لا.

واتصل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، هاتفيا بنظيره الأميركي تشاك هاغل ليهنأه بمناسبة عيد الاستقلال، وناقش معه تطورات مصر وموقف إسرائيل منها. وطلب يعالون من هاغل ضمان مواصلة جاهزية الجيش المصري على مستوى عال للحفاظ على الاستقرار في سيناء ومصر ومن أجل الحفاظ على اتفاقيات السلام بين البلدين كذلك.

كما ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي، الوضع المصري مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وتطرق إلى نفس المسألة.

وتجري واشنطن مباحثات مع أطراف عدة في المنطقة قبل إعطاء موقف حاسم، إذ تبلغ المساعدات العسكرية لمصر نحو 1.5 مليار دولار سنويا، وثمة قانون أميركي يمنع مساعدة جيوش وصلت للسلطة بانقلابات.

وأكدت جنيفر بساكي، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن كيري تحدث مع كل من نتنياهو ووزراء خارجية قطر وتركيا والإمارات حول التطورات في مصر التي تجهد لعدم وصف ما جرى بالانقلاب.

وحتى في أحسن الأحوال تخشى إسرائيل من فلتان أمني على الحدود مع غزة وفي سيناء.

وقال رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان) الجنرال أفيف كوخافي، «هذه الهزة في مصر سوف تؤثر على الشرق الأوسط كله، وستتواصل مع ذلك الارتدادات وردود الفعل»، وتراقب إسرائيل إلى أي مدى وأين ستكون مثل هذه الارتدادات.

وقالت مصادر لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «على المدى القصير ستؤثر الأحداث الحالية في مصر على الوضع السائد على الحدود الجنوبية حيث ستستغل الخلايا الإرهابية في سيناء أو حركات مثل حماس والجهاد الإسلامي الوضع، من أجل محاولة التسلل إلى إسرائيل، أو إطلاق النار».

وقبل يومين سقطت صواريخ على إيلات أطلقت من سيناء.

ويراقب الجيش الإسرائيلي الوضع عن كثب على الحدود مع مصر وغزة، من دون أن يعزز من وجوده بانتظار اتضاح الصورة، وذلك في وقت يراقب فيه أيضا الوضع على الحدود الشمالية مع سوريا وحزب الله.

ويعتقدون في إسرائيل أن إسقاط مرسي جعل حماس مثل حركة يتيمة، وكتب كبير المحللين العسكريين في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان: «لقد تلقت حماس ضربة شديدة، فمنذ أسبوع، تختنق غزة بسبب حصار مطلق يفرضه الجانب المصري، حيث لا يدع الجيش المصري غزة تتنفس، كما أنه نشر كتيبة دبابات على الحدود بموافقة إسرائيل». وأضاف: «لقد بدأوا في حماس يعيدون حساباتهم. إنهم خسروا بإرادتهم سياسيا وماليا المحور الإيراني السوري أولا، وهم يخسرون ثانيا رغما عنهم الدعم الكبير الذي كانوا ينتظرونه من مصر». وتابع: «الزلزال في مصر أصاب الإخوان المسلمين في العالم كله، لكن حماس هي أول من سيدفع الثمن، فالدول الغربية التي كانت تراود الإخوان المسلمين باعتبارهم القوة القادمة، ستفقد الاهتمام، أما معارضة حكم حماس في داخل غزة فستغدو قادرة على رفع رأسها وصوتها».

وأردف: «فجأة أصبحت حماس يتيمة، فأبواب القصر الجمهوري ستصفق في وجه رئيس الحركة، خالد مشعل ورفاقه، والمخابرات ستعود للتعامل معهم في الحركة على أنهم آخر العملاء».

ومن وجهة نظره فإن «الأمواج الارتدادية للتفجير الجديد في مصر أصبحت تتجه إلى المنطقة.. إن جميع الظروف مهيأة لانفجار لكن لا يستطيع أحد أن يعرف أين وكيف».

وفورا دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» وحليف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى احتلال قطاع غزة دون إبطاء، قائلا إنه لو كان في منصب رئيس الوزراء لكان يصدر أوامره باحتلال قطاع غزة. وأضاف ليبرمان في حديث إذاعي: «الهدوء هناك مغشوش وتستغله حركة حماس لبناء قواتها». وربط بين سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر ونشاطا بين سيناء وغزة، وقال إنه لا يساوره أدنى شك من أن العناصر الجهادية في شبه جزيرة سيناء ستحاول استغلال الموقف للمساس بإسرائيل.