أعلن وفد برلماني كولومبي يزور المغرب حاليا برئاسة كونسويلو كونساليس دي بيردومو، رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الكولومبي، دعم بلاده للمقترح المغربي بشأن نزاع الصحراء، والهادف إلى إيجاد حل دائم في إطار نظام الديمقراطية الجهوية الموسعة التي تخول الحكم الذاتي للمحافظات الصحراوية.
وذكرت دي بيردومو، التي التقت مساء أول من أمس عددا من المسؤولين المغاربة، أن كولومبيا سحبت اعترافها بـ«الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر.
وأشادت دي بيردومو بمسلسل الإصلاحات السياسية، التي عرفها المغرب على مدى عقدين من الزمن. وقالت إنها تنظر باهتمام كبير إلى تجربة المغرب في مجال حقوق الإنسان، خاصة التجربة التي خاضها المغرب خلال عقد التسعينات من القرن الماضي فيما يتعلق بالمصالحة والعدالة الانتقالية، وطي صفحة الانتهاكات التي عرفها المغرب خلال سنوات الرصاص في عقد السبعينات. وذكرت دي بيردومو أن التجربة المريرة التي عاشتها شخصيا في معتقلات الجيش الثوري في كولومبيا جعلتها تولي اهتماما خاصا بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان في بلدها، ولقضية المصالحة بين مختلف مكونات المجتمع الكولومبي، مشيرة إلى أهمية التجربة المغربية في هذا الإطار وإمكانية الاستفادة منها من طرف كولومبيا.
واجتمع الوفد البرلماني الكولومبي مع الكثير من المسؤولين المغاربة خلال زيارته للرباط التي امتدت من 5 إلى 7 يوليو (تموز).
وأجرت دي بيردومو مباحثات مع كريم غلاب، رئيس الغرفة الأولى في البرلمان المغربي، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي، ويوسف العمراني الوزير بوزارة الخارجية والتعاون، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين بالإضافة إلى تبادل الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية.
وأشاد العمراني بجودة العلاقات بين المغرب وكولومبيا التي ما فتئت تتعزز باستمرار، مشيرا إلى افتتاح كولومبيا لسفارتها في الرباط خلال الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى إطلاق الكثير من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات ومد جسور التعاون، منها إحداث مجموعة صداقة مغربية - كولومبية في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي)، التي أعطت نفسا جديدا للتعاون بين المؤسسات التشريعية للبلدين.
كما أشاد العمراني بموقف كولومبيا من نزاع الصحراء ونوه بالدعم الذي تقدمه الحكومة والبرلمان الكولومبيين للمقترح المغربي للحكم الذاتي.
وأوضح العمراني أن المغرب يواصل بعث دينامية إيجابية للجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي والانخراط بحسن نية في الدفع بمسلسل التسوية السياسية الذي ترعاه الأمم المتحدة، وذلك في إطار احترام الضوابط التي وضعها مجلس الأمن للمفاوضات، والمتمثلة في الواقعية وروح التوافق. كما أعرب العمراني عن المصلحة الاستراتيجية للمغرب في إرساء مقومات نظام مغاربي جديد بين الدول المغاربية الخمس، يمكن من رفع التحديات المتعددة التي تواجه المنطقة بطريقة متجانسة وتضامنية وتكاملية.