أكد الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر، رفض الدعوة السلفية وذراعها السياسية، حزب النور السلفي، تعيين الدكتور محمد البرادعي رئيسا للحكومة المصرية. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسباب رفض الدكتور البرادعي المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة كثيرة جدا بالنسبة لنا، في مجملها أن حزب النور يرى أن مصر الآن في حاجة إلى رئيس وزراء اقتصادي، وأنه لا بد أن يكون اختيار رئيس الوزراء الجديد عن طريق الانتخاب، لكن إذا كان سيأتي رئيس وزراء بالتعيين لا بالانتخاب، فعلى من يعينه أن يراعي أن يكون أقرب ما يكون إلى الانتخاب». وأضاف أن الدكتور البرادعي، بحس رجل الشارع، وليس بحس السلفيين «رجل له ثقافة مختلفة، فعلى أي اعتبار يمكن أن يكون رئيسا للوزراء؟! لا هو من ناحية التقنية رجل المرحلة، ولا هو من حيث الكيفية يعبر عن أصوات الجماهير في ميادين مصر التي خرجت ضد (الرئيس المعزول) محمد مرسي»، لافتا إلى أنه يجب أن نعرف أن الجماهير التي خرجت ضد الدكتور مرسي، كانت في حقيقة الأمر خارجة ضد الأداء الاقتصادي المتدني لحكومته، ولذلك فإن الاستجابة لصوت الجماهير حاليا هو أن يأتي رئيس وزراء اقتصادي محترف يمثل الثقافة السائدة في الشعب المصري.. «لا أن يكون ممثلا لثقافة خاصة». وشارك حزب النور السلفي، وهو أكبر الأحزاب السلفية في مصر، في وضع خارطة طريق المرحلة المقبلة قبل أيام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقوى وطنية ودينية، ووافق على عزل مرسي، وهو الموقف الذي أشعل الموقف بين الإسلاميين وحزب النور، واتهمته جماعة الإخوان بخيانة التجربة الإسلامية، وحمّلوا حزب النور مسؤولية القرار الذي اتخذته القوات المسلحة بتسليم رئاسة البلاد لرئيس المحكمة الدستورية العليا. وأضاف الشحات: «نحن لا نفرض رئيس وزراء معينا، ولا نريد رئيس وزراء ينتمي للتيار الإسلامي، لكن لا يمكن أن نقبل برئيس وزراء ينتمي للتيار الليبرالي، ليكن (تكنوقراط) ينتمي للتيار القومي مثلا، فهو تيار وسطي من الناحية الآيديولوجية بين التيار الإسلامي والليبرالي، لكن لا يكون رئيس حزب رئيسا للحكومة، وهو الذي سيدير الانتخابات المقبلة»، متسائلا: «كيف نضمن أن تكون حكومة البرادعي محايدة في إجراء الانتخابات، وهو رئيس حزب سوف يشارك في الانتخابات؟»، ويشار إلى أن الدكتور البرادعي هو رئيس حزب الدستور.
وحول مدى استجابة الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لرفض حزب النور للبرادعي في رئاسة الحكومة، قال الشحات: «الرئيس المؤقت يجب أن يعرف أن الرئيس المنتخب مرسي كان خطؤه الأبرز هو الإصرار على رئيس وزراء غير مرضي عنه شعبيا، ومن غير المعقول أن يكرر الرئيس المؤقت الخطأ الذي وقع فيه مرسي».