زعيم المستوطنين في الجولان: الوضع في سوريا يسقط مطلب الانسحاب لسنين طويلة

قال إن هناك 23 ألف مستوطن الآن وينبغي مضاعفة عددهم فورا

TT

أعلن زعيم المستوطنين اليهود في هضبة الجولان السورية المحتلة، سامي بار ليف، أن تدهور الأوضاع في سوريا، يسقط عن أجندة البحث ولسنين طويلة فكرة الانسحاب من الجولان بدعوى السلام.

وقال بار ليف، الذي كان يتحدث في حفل وداع لمنصبه كرئيس بلدية في مستوطنة «كتسرين»، إن هذا هو أفضل وقت لمضاعفة عدد المستوطنين اليهود في مستعمرات الجولان. وأضاف: «لدينا الآن 23 ألف مستوطن يهودي، يقيمون أضخم مشروع تطويري في أجمل المناطق في حوض البحر المتوسط، وينبغي العمل في هذه الأيام على مضاعفة عددهم».

المعروف أن بار ليف استوطن في الجولان منذ سنة 1968، أي بعد احتلاله بسنة واحدة فقط. وكان من بين مقيمي أول المستوطنات هناك، التي يبلغ عددها 21 مستوطنة يسكنها 15 ألفا، ومستوطنة «كتسرين» التي تضم 8 آلاف مستوطن. ويعتبر الأب الروحي للمشروع الاستيطاني في الجولان، إلا أنه قرر ترك منصبه لبلوغه سن الـ70. وقال إن «السوريين منشغلون في حروبهم الداخلية، التي تنهك قوى جيش النظام، وكذلك جيوش المعارضة. وحتى عندما تضع الحرب أوزارها، فسوف يحتاج السوريون إلى سنين طويلة وموارد كثيرة من أجل إعادة ترميم ما دمرته هذه الحرب. ولن يكون لديهم وقت للاهتمام بالجولان وأراضيه». وأضاف: «هذا هو الوقت إذن، لكل من يتمسك بالجذور من الإسرائيليين وكل من يؤمن بعودة الشعب اليهودي على وطنه من هجرة دامت نحو 2000 سنة».

وأعلن بار ليف أن الحكومة رصدت عدة مشاريع لتعزيز الاستيطان في الجولان، من خلال إقرار سلسلة تسهيلات وهبات في قروض السكن وفي أموال الدعم لتشجيع الصناعة والسياحة في المكان. ودعا من سيأتي بعده إلى تكريس جل اهتمامه لتوسيع الاستيطان.

وكانت هضبة الجولان احتلت في عام 1967، وشهدت مقاومة عسكرية من سكانها العرب الدروز طيلة سنوات، وهم الذين يعيشون في خمس قرى (مجدل شمس وبقعاثا وعين قنيا ومسعدة والغجر). ثم حررتها القوات السورية في حرب أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1973، لكنها تراجعت من جديد وعادت القوات الإسرائيلية لتحتلها. وتوجد اليوم قوات لحفظ وقف النار، مهمتها أن تمنع الإسرائيليين والسوريين من العودة إلى القتال. وفي سنة 1981، سن الكنيست الإسرائيلي قانونا بضم الجولان إلى إسرائيل بشكل رسمي، فأعلن السكان الدروز الإضراب العام والعصيان المدني طيلة ستة شهور. وتمردوا على قرار الضم، ورفضوا الحصول على بطاقة هوية إسرائيلية وفرضوا الحرمان الديني والاجتماعي على من يحمل الهوية.

وتبلغ مساحة الأرض التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي اليوم 60 في المائة من مساحة الجولان. وتقوم قواته بإجراء سلسلة تدريبات في الآونة الأخيرة، كما بنى نموذجين، لقرية سوريا وأخرى لبنانية، وتدرب على احتلالهما مستخدما القوات الراجلة والطيران. وكان آخر هذه التدريبات، فقط في الأسبوع الماضي، بإشراف مباشر من رئيس الأركان، بيني غانتس.