إنشاء مخيمات عبور مؤقتة للنازحين السوريين يلقى معارضة قوى لبنانية

مفوضية اللاجئين: 578 ألف مسجل لدينا.. و«الإسكوا» تقدر وجود 1.1 مليون

TT

تلقى فكرة إقامة مخيمات عبور مؤقتة للنازحين السوريين في لبنان معارضة عدد من القوى السياسية، التي لطالما وجهت انتقادات حادة لاستقبال لبنان أعداد متزايدة منهم مع استمرار الأزمة السورية بما يفوق قدرته وإمكانياته على الاستيعاب. لكن المعطيات المتوفرة لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تفيد بأن إقامة مثل هذه المخيمات باتت اليوم حاجة ماسة، لأسباب عدة، أبرزها تنظيم وجود النازحين وضبطه، علما أن إحصائيات المفوضية تشير إلى توزع نحو 40 ألف سوري في لبنان على مخيمات وملاجئ أقيمت بشكل عشوائي وغير مخطط له.

ويكرر مسؤولون لبنانيون في الفترة الأخيرة التحذير من عدم قدرة لبنان على استمرار استضافة العدد المتزايد من النازحين السوريين، إذ يفرض توزع النازحين على 1400 نقطة في لبنان، تحديات كبرى، تواجهها الحكومة اللبنانية والمجتمعات المحلية المضيفة ومنظمات الإغاثة معا. وانطلاقا من هذا الواقع، أطلقت المفوضية بالتعاون مع الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة وشركائها نداء إلى الدول المانحة بداية الشهر الفائت للحصول على تمويل بقيمة 1.7 مليار دولار أميركي لمتابعة تنفيذ «خطة الاستجابة الإقليمية للتصدي لاحتياجات النازحين السوريين» حتى نهاية العام الحالي. وكانت المطالبة بإقامة مخيمات للنازحين السوريين، مع بدء تدفق الوافدين إلى لبنان، قد اصطدمت برفض سياسي لبناني، مما أدى إلى استبعاد الموضوع عن طاولة مجلس الوزراء. ويلقى الطرح مجددا رفضا مطلقا من بعض القوى السياسية، المسيحية تحديدا ولا سيما التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب ميشال عون.

وفي سياق متصل، أشار القيادي في كتلة عون، الوزير السابق ماريو عون لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن «إقامة مخيمات مؤقتة أمر صعب التحقيق مع هذا الكم الهائل من النازحين السوريين، الذين يتغلغلون في غالبية المناطق اللبنانية، من خلال وجودهم فيها بوصفهم نازحين أو مستأجري منازل، كل حسب إمكانياته».

وأعرب عون عن اعتقاده بأن الحل الأمثل هو «بإقامة مخيمات للنازحين السوريين داخل الأراضي السورية، لا سيما أن مناطق شاسعة لا تشهد أي صراعات أو اقتتال، وبالتالي بمكن إيواء النازحين فيها في مخيمات».

في المقابل، تعتبر مصادر مفوضية اللاجئين في بيروت أن إنشاء مخيمات مؤقتة تنظم إقامة النازحين وفق معايير سليمة، يعد حاجة ماسة لتنظيم الفوضى الحاصلة مع وجود نحو 40 ألف نازح سوري في خيم منصوبة بشكل تلقائي وغير مخطط وبما لا يستوفي معايير السلامة والنظافة، لكنها تشدد في الوقت عينه على أن «إنشاء هذه المواقع المؤقتة رهن قرار حكومي لبناني رسمي يصدر من أجل نقل المشروع إلى مرحلة التنفيذ».

وبحسب التقرير الأخير الصادر أول من أمس عن مفوضية اللاجئين، فقد ارتفع عدد النازحين الذي يتلقون المساعدة منها ومن شركائها في لبنان إلى أكثر من 578 ألف سوري، نحو 84 ألفا منهم ما زالوا غير مسجلين.