الاستخبارات الأميركية تتجسس على كابلات المحيطات

بالإضافة إلى شركات الإنترنت والهواتف

TT

كشفت مصادر أميركية أن وكالة الأمن القومي (إن إس إيه) التي اعترفت بالحصول على معلومات عن الاتصالات داخل وخارج الولايات المتحدة من تسع شركات إنترنت، ومن شركتي تليفونات، أنها، أيضا، تحصل على معلومات من الشركات التي تدير مجموعة كبيرة من الكابلات تحت سطح المحيطات، والتي تربط كثيرا من الدول.

وبالإضافة إلى وصول الوكالة إلى معلومات تسع شركات إنترنت، منها «غوغل» و«فيس بوك» و«ياهو» و«إبيل» و«ميركا أون لاين» و«مايكروسوفت»، كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، بالاشتراك مع صحيفة «غارديان» البريطانية، أن الوكالة ظلت تحصل على معلومات شركة «غلوبال كروسينغ» (عبور عالمي) الأميركية التي كانت تدير كابلات تربط 27 دولة في أربع قارات، ثم شركة «سنغافورة للتكنولوجيا» التي اشترتها، ثم شركة «ليفيل 3» الأميركية التي تملكها الآن.

وكانت الشركة الأولى أعلنت إفلاسها عام 2002، وذلك بعد أن تراكمت عليها ديون وصلت إلى 12 مليار دولار. وتقدمت شركتان آسيويتان، واحدة في هونغ كونغ، والثانية في سنغافورة بعروض لشراء الشركة الأميركية. غير أن إدارة الاتصالات الفيدرالية الأميركية (إف سي سي) اعترضت على شركة هونغ كونغ، وقالت إنها تقع تحت تأثير حكومة الصين. ووافقت على شركة سنغافورة بعد أن تعهدت هذه الشركة بتنفيذ شروط وضعتها وكالة الاتصالات الفيدرالية الأميركية، ومكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، ووكالات استخبارات أميركية.

في وقت لاحق، باعت الشركة السنغافورية إدارة الكابلات إلى شركة «ليفيل 3» في ولاية كولورادو، لكنها تظل تحتفظ بنسبة أقل من النصف فيها.

وقالت صحف أميركية إنه، في كل الحالات، التزمت الشركات بشروط، منها:

«أولا: يجب أن يكون نصف أعضاء مجلس إدارة الشركة التي تدير الكابلات مواطنين أميركيين، يجتازون اختبارات أمنية تقوم بها (إف بي آي).

ثانيا: ينطبق الشيء نفسه على مدير الأمن، ومدير العمليات، والمستشار القانوني في الشركة.

ثالثا: تملك وكالات الأمن والاستخبارات الأميركية حق الاعتراض على أي شخص يشغل منصبا مهما في الشركة.

رابعا: تجيب الشركة عن مطالب السلطات الأمنية الاستخباراتية الأميركية عن طريق مكتب داخل الشركة يديره (إف ب آي)».

خامسا: السماح للسلطات الأمنية والاستخباراتية الأميركية بالاتصال مباشرة بالمكتب الخاص داخل الشركة، مما يعني أن مدير الشركة وكبار المسؤولين فيها لا يجب أن يعرفوا محتوى هذه الاتصالات».

وقالت الصحف الأميركية إن تحت سطح المحيطات نصف مليون ميل من الكابلات التي تنقل اتصالات الإنترنت، والتليفونات، والرسائل الإلكترونية، والصور، وغير ذلك، وإن أغلبية الكابلات تربط الدول الأوروبية بعضها مع بعض، ومع دول في أفريقيا وآسيا. لكن، تسيطر الولايات المتحدة على الكابلات التي تربطها بالدول الأخرى، وأيضا، التي تربط دول أميركا اللاتينية بعضها مع بعض ومع الدول الأخرى.