14 (آذار) تطالب باعتبار صيدا منزوعة السلاح وحزب الله يواصل هجومه على «المستقبل»

السنيورة: مطالب الأسير تتحدث بها فئات واسعة من الشعب اللبناني

TT

عقدت الأمانة العامة لقوى 14 (آذار) بحضور ممثلين من مختلف الأحزاب المنضوية تحت لوائها، اجتماعا في مجدليون (جنوب لبنان) بعنوان «العيش الواحد في الجنوب مسؤولية وطنية مشتركة»، وذلك بعد مرور أسبوعين على الاشتباكات التي وقعت في منطقة عبرا، بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير.

واعتبر المجتمعون أن «العيش الواحد في منطقة صيدا هو مسؤولية وطنية»، مشددين في بيان لهم على أن لا سلاح لمواجهة السلاح ولا ينبغي أن تفقد السلطة التمييز بين الحق والباطل.

وطالب البيان باطلاع الرأي العام اللبناني عامة والصيداوي خاصة بحقيقة ما جرى في عبرا، كما طالب باعتبار صيدا منزوعة السلاح ما عدا سلاح الجيش ومنع كل المظاهر المسلحة.

وفي حين أشارت الكلمات التي ألقيت خلال الاجتماع، إلى مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب الجيش اللبناني، مكررة المطالبة بتحقيق شفاف وعادل، واصل حزب الله بلسان نوابه وقيادييه هجومه على «تيار المستقبل»، واتهامه بأنه يسعى إلى الفتنة.

وكان لكل من النائبة بهية الحريري ورئيس كتلة المستقبل النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة كلمة في اللقاء التضامني مع صيدا، مؤكدين على رفض الأمن المناطقي وخطوط التماس وعدم الخروج عن الدولة وسلطتها وكذلك الاستقواء بالسلاح غير الشرعي.

وقالت الحريري، «لا سلام في صيدا بمعزل عن أي بقعة في لبنان»، مؤكدة على أن «صيدا تريد الدولة العادلة من دون أي تمييز». وأعلنت أن 23 سبتمبر (أيلول) المقبل سيكون يوم المواطن الكبير في دولة لبنان الكبير، والذي يصادف في الذكرى 93 لإعلان دولة لبنان الكبير».

ووصف السنيورة في كلمته ما شهدته مدينة صيدا منذ أسبوعين، بـ«الإعصار» الذي جاء نتيجة منطق الخروج عن الدولة وسلطتها الاستقواء بالسلاح غير الشرعي، ومنطق محاولة فرض السيطرة الفئوية والميليشياوية. مؤكدا «أي سلاح خارج سلطة الدولة هو سلاح غير شرعي وفئوي ومرفوض ومدان حامله وناقله».

موضحا: أن «المنطق والمنهج الذي يعتمده بعض الأطراف باحتقار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، هو الذي أفسح ويفسح الطريق للكثير من المشكلات التي عانينا وسنعاني منها. وتطرق السنيورة إلى القضية التي كان قد حملها الشيخ الأسير في مواجهة حزب الله»، قائلا: إن «الشعارات والمطالب التي سبق للأسير أن رفعها تتحدث بها فئات واسعة من الشعب اللبناني ومنهم سكان وأهالي مدينة صيدا، لكن الخطأ الذي وقع فيه أنه وبتصرفه وأسلوبه غير المقبول سمح باستدراجه لارتكاب خطيئة كبيرة تمثلت بإقدامه على قطع الطريق وبعدها لحمل السلاح ومن ثم للاشتباك مع الجيش والوقوع في الفخ الذي نصب له وللمدينة».

واعتبر السنيورة أنه كان بالإمكان نزع فتيل التفجير وإزالة شقق السلاح التابعة لحزب الله وتجنيب المدينة والبلاد هذا الامتحان، لكن هناك من رفض ذلك رغم كل المساعي التي بذلت. وتابع: «لذلك أقول إن ما جرى في عبرا شابته أسئلة لا تزال حتى الآن من دون أجوبة»، مطالبا بتحقيق قضائي عادل لكي تطمئن قلوب المواطنين وبالتالي لكي تزول هواجسهم ويهدأ غضبهم.

في المقابل، تابع حزب الله ممثلا بنوابه وبعض قياديه الحملة على تيار المستقبل، وفي هذا الإطار، اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن ما حل في عبرا «هو بمثابة اللغم الذي كان يراد منه تفجير كل الوطن، محذرا من أن خطر الفتنة ما زال يلاحق اللبنانيين في كل مناطقهم»، ومشيدا كذلك بدور الجيش اللبناني الذي قدم إنجازا وطنيا استراتيجيا حمى فيه كل الوطن وكل اللبنانيين.

ورأى قاووق أن «ما حصل فضح الذين مولوا وسهلوا ودعموا مشروع الفتنة»، مطالبا بكشف كل من تورطوا بذلك. وقال: إن «أعظم خطايا حزب المستقبل منذ تأسيسه حتى اليوم هو إمعانه باستخدام سلاح التحريض المذهبي، حيث إنه أراد من خلاله أن يخدم مشروعا خارجيا يستهدف المقاومة»، ودعا المستقبل إلى عدم المراهنة على إضعاف المقاومة، وقال: إن «إسرائيل التي حاربتنا أكثر من 30 سنة عجزت عن محاصرة وإضعاف المقاومة فما بال من هو أعجز منها».

بدوره قل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي أن تمسك حزب الله بالمقاومة ناشئ من إدراك حقيقي بأنه ليس ثمة من يمكن أن يدافع عن أهلنا وكرامتهم وبقائهم في أرضهم إلا سلاح المقاومة، الذي يستمد شرعيته من حق الدفاع عن النفس، كما يستمدها من ميثاقية الوفاق الوطني ودستورية مؤسسات الحكم والإدارة في لبنان.