البحرين: مصرع رجل أمن.. والداخلية تتهم خلية «جيش الإمام» وتصف الحادث بالتصعيد الخطير

الثاني من نوعه خلال العام الحالي

TT

أعلنت البحرين مصرع أحد رجال الأمن بعد استهدافه بعمل إرهابي في منطقة سترة، وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال العام الجاري حيث قضى أحد رجال الأمن في حادث مماثل في الذكرى الثانية لأحداث الاضطرابات التي شهدتها البحرين في 14 فبراير (شباط) من عام 2011.

ويتعرض رجل الأمن في مملكة البحرين لاستهداف مباشر ممن تطلق عليهم الحكومة البحرينية مجموعات إرهابية من خلال تفجير قنابل محلية الصنع، حيث تعرضت دورية أمنية أمس لوابل من قنابل المولوتوف أدت إلى احتراقها وإصابة ثلاثة من رجال الأمن الذين كانوا يستقلونها.

أمام ذلك، قال مصدر أمني في وزارة الداخلية البحرينية لـ«الشرق الأوسط» إن القنبلة كانت مزروعة في حاجز أقامته المجموعات التخريبية وأثناء رفع الحاجز وفتح الطريق انفجرت القنبلة وتسببت في إصابات بالغة لرجل الأمن الذي نقل إلى المستشفى ليفارق الحياة هناك.

ووصف المصدر الأمني الحادث بالتصعيد الخطير، وقال «تدرك الأجهزة الأمنية في البحرين من خلال ما كشفته من خلايا ومن مخازن أسلحة حجم الدعم والتدريب الذي تلقته هذه التنظيمات في الخارج». وأشار إلى أن البحرين تشهد حراكا سياسيا للخروج من الأزمة التي عصفت بها، ويتوازى مع هذا الحراك - والكلام للمصدر الأمني - عمليات إرهابية للضغط على الحكومة البحرينية، في إشارة منه إلى أن الجمعيات السياسية المعارضة قد يكون لها يد في الحادث من خلال التحريض وتبرير العنف الموجه لرجال الأمن.

واتهم المصدر الأمني خلية «جيش الإمام» التي قبض على عدد من أفرادها، إلا أنه قال إن الأمن البحريني لم يقبض على كل عناصر الخلية التي شبهها بـ«الخلية السرطانية»، وقال إن الحادث الذي وقع مساء أول من أمس يحمل نفس بصمات وطريقة تنفيذ الأعمال الإرهابية التي خططت لها خلية «جيش الإمام». وأعلن اللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام البحريني مقتل أحد رجال الأمن أثناء أداء الواجب مساء يوم السبت عند الساعة 10:16 بالتوقيت المحلي للعاصمة المنامة بعد تعرضه لعمل إرهابي في منطقة سترة بتفجير قنبلة محلية الصنع.

وأوضح أن قوات الأمن تصدت إلى مجموعات من الإرهابيين استهدفت مركز شرطة بمنطقة سترة، وأثناء قيام القوات بتأمين المنطقة لإعادة الوضع إلى طبيعته وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، قام الإرهابيون بتفجير قنبلة محلية الصنع مستهدفين بذلك حياة رجال الأمن حيث أدى انفجارها لاستشهاد الشرطي ياسر ذيب، وإصابة اثنين من رجال الأمن بإصابات متفرقة، حيث تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأشار رئيس الأمن العام إلى أن الأجهزة المختصة انتقلت على الفور إلى موقع الحادث لمعاينة مسرح الجريمة، وبدأت بمباشرة عمليات البحث والتحري للكشف عن مرتكبي العمل الإرهابي للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة.

وكانت وزارة الداخلية قد كشفت يوم الخميس الماضي مستودع الأسلحة، حيث أكدت أن جهود رجال الشرطة أسفرت عن ضبط كمية من الأسلحة والذخائر في منطقة توبلي الواقعة إلى الجنوب من العاصمة المنامة.

وأضافت وزارة الداخلية أن فرقة من أفراد الشرطة داهمت المستودع بناء على تحريات مسبقة أكدت استخدام الموقع لتخزين الأسلحة، وأوضحت وزارة الداخلية أن مداهمة الموقع كشفت عن مخبأ تحت الأرض يحتوي على أسلحة نارية «كلاشنيكوف» ومسدسات وكميات كبيرة من الذخائر الحية، بالإضافة إلى عدد من أجهزة كاتم الصوت الخاصة بهذه الأسلحة، كما تم العثور على مواد تستخدم في تصنيع المتفجرات.

وأكدت الوزارة أن أجهزتها الأمنية اتخذت الإجراءات اللازمة وتم استدعاء طاقم مسرح الجريمة للتحفظ على المضبوطات وتحريزها ورفع البصمات، كما شددت على أن عمليات البحث والتحري جارية لتحديد هوية المتورطين لضبطهم وتقديمهم للعدالة.

يشار إلى أن وزارة الداخلية البحرينية أعلنت في 25 يونيو (حزيران) الماضي عن إحباط عملية إرهابية مسلحة كانت تستهدف مركزا للحبس الاحتياطي، لإطلاق سراح عدد من الموقوفين فيه على ذمة قضايا تتعلق بالأعمال الأمنية التي شهدتها البحرين خلال الفترة الماضية، وقالت حينها إن الخلية تابعة لتنظيم «جيش الإمام».