مفاوضات جديدة بين الصومال و«أرض الصومال» في إسطنبول اليوم

تباعد كبير في المواقف بين الجانبين بشأن الوحدة أو الانفصال

TT

من المقرر أن تنطلق اليوم (الاثنين) الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين الحكومة الصومالية وحكومة إقليم أرض الصومال في مدينة إسطنبول التركية برعاية تركية.

وقد وصلت وفود التفاوض من كلا الطرفين إلى إسطنبول أمس للمشاركة في هذه المحادثات. ويقود فريق المفاوضين من طرف الحكومة الصومالية عبد الكريم حسين غوليد، وزير الداخلية والأمن الوطني، بينما يقود الفريق الآخر من طرف أرض الصومال محمد عبد الله عمر، وزير التجارة والاستثمار الدولي لأرض الصومال.

ويدخل الطرفان هذه الجولة من المحادثات، في وقت تشير فيه التصريحات العلنية الصادرة عن مسؤولين من كلا الجانبين إلى وجود تباعد كبير في المواقف بينهما بشأن القضايا العالقة، ولا سيما مسألة الوحدة أو الانفصال. ومن المقرر أن تستمر هذه المفاوضات لمدة ثلاثة أيام متتالية برعاية وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، من أجل التوصل إلى توافق بشأن القضايا الخلافية العالقة بينهما.

وأفادت مصادر دبلوماسية صومالية لـ«الشرق الأوسط» بأن الحكومة التركية تمارس ضغوطا على الطرفين للتوصل إلى خارطة طريق لحل القضايا الخلافية والمسائل العالقة بين الجانبين. ويتوقع أن تركز المفاوضات هذه المرة على القضايا الجوهرية الحساسة لحل المشكلات القائمة بين الجانبين منذ أكثر من 20 عاما بشأن الوحدة أو الانفصال.

وتضغط الحكومة الصومالية باتجاه تحقيق الوحدة وجمع الشمل بين الصوماليين، وأن تصبح «أرض الصومال» جزءا من الإدارات الإقليمية التي تتمتع بالحكم الذاتي ضمن الدولة الفيدرالية الصومالية. وخلال الاحتفالات بالذكري الـ53 لاستقلال البلاد والوحدة مع الأقاليم الشمالية في 1 يوليو (تموز) الحالي، جدد قادة الحكومة الصومالية الدعوة إلى ضرورة توحيد الصومال وأن يتحقق ذلك بالوسائل السلمية، لا باللجوء إلى القوة العسكرية أو الضغوط الدبلوماسية، بل عن طريق محادثات بين الصوماليين فيما بينهم. إلا أن مسؤولين من طرف «أرض الصومال» أكدوا على حرص أرض الصومال على الاستقلال، مؤكدين أن لا خيار غير ذلك بالنسبة لشعب أرض الصومال، وأنهم غير مستعدين للوحدة الكاملة مع الصومال.

وعلى الرغم من أنه لم يتم الكشف بعد عن الأجندة المقترحة للتفاوض خلال هذه الجولة، فإن مصادر دبلوماسية أكدت أن الاجتماع المقرر انطلاقه اليوم في إسطنبول التركية بين مقديشو وهرجيسا يمثل استئنافا للمحادثات السابقة. وتوقعت هذه المصادر أن يدخل الجانبان نقاشا موضوعيا حول المسائل الخلافية والعالقة بينهما للتوصل إلى نتائج ملموسة، أو على الأقل خارطة طريق تحدد الموضوعات الرئيسة للتفاوض والاتفاق على موعد جديد لمواصلة المفاوضات في المستقبل. وتعد هذه هي الجولة الرابعة من المحادثات الثنائية المباشرة بين الجانبين منذ فبراير (شباط) من العام الماضي. فقد بدأت أول جولة من هذه المحادثات في فبراير من عام 2012، وذلك تنفيذا لمقررات مؤتمر لندن الدولي الأول حول الصومال، وقد استضافت الحكومة البريطانية تلك الجولة من المحادثات، حيث توصل الجانبان إلى إعلان «تشفنينغ» بإيطاليا.

وفي يونيو (حزيران) 2012، استضافت الإمارات العربية المتحدة اجتماعا جمع بين الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد، ونظيره من أرض الصومال أحمد سيلانيو، حيث وقع الجانبان إعلان دبي، الذي أكد على ضرورة مواصلة الحوار الثنائي المباشر بين الجانبين بناء على إعلان «تشفنينغ».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، استضافت الحكومة التركية الجولة الثالثة من هذه المفاوضات، حيث وقع الجانبان إعلان «أنقرة» بحضور كل من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس أرض الصومال أحمد سيلانيو، واتفق الجانبان على استئناف هذه المفاوضات في غضون 90 يوما. ويتوقع أن تكون المفاوضات هذه المرة أصعب من المراحل السابقة، لا سيما أن المفاوضات سوف تركز على القضايا الحساسة، مع تباين المواقف بين الجانبين، حيث تصر أرض الصومال على الانفصال، بينما تتمسك الصومال بالوحدة.