قيادة قطرية جديدة لحزب البعث تضم من ثبت ولاؤهم المطلق للأسد الابن

اجتماع شبه سري استبعد الشرع آخر رموز نظام الأسد الأب

فاروق الشرع
TT

لم ينشق ولكنه أخيرا استبعد.. قد يكون نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أكثر المسؤولين السوريين الذين أشيع نبأ انشقاقه، حتى بات واحدة من النكات الأكثر تداولا، وذلك كون الشارع السوري توقع منذ اندلاع الاحتجاجات في مسقط رأسه بمحافظة درعا، في مارس (آذار) 2011 أن يبادر الشرع للانشقاق عن نظام بشار الأسد، لكنه لم يفعل، وقيل إنه وضع رهن الإقامة الجبرية منذ عدة أشهر، ليعلن أمس حزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم) في سوريا تشكيل قيادة قطرية جديدة استبعد منها الشرع، آخر رموز الحرس القديم المتبقين من نظام الأسد الأب، الذين أشيع عنهم عدم رضاهم التام عن الحل العسكري المدمر الذي اتبعه الأسد الابن للحفاظ على نظامه.

وفي اجتماع للجنة المركزية عقد بعيدا عن الإعلام بسبب الأوضاع الأمنية، تم تشكيل قيادة قطرية جديدة غالبية أعضائها جدد ممن أثبت ولاء تاما وتفانيا لنظام الرئيس بشار الأسد خلال عامين من الأزمة. ولم تتضمن القائمة الجديدة أيا من أعضاء القيادة السابقين بمن فيهم نائب الرئيس فاروق الشرع، فيما بقي الرئيس الأسد في منصب الأمين القطري.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد قوله خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية الموسع لحزب البعث العربي الاشتراكي إنه «يجب على الحزب أن يطور نفسه من خلال الالتصاق بالواقع وتعزيز ثقافة الحوار والعمل الشعبي التطوعي، ووضع ضوابط جديدة ومعايير دقيقة لاختيار ممثلي الحزب بما يمكنهم من العمل لتحقيق مصالح الشرائح الأوسع من عمال وفلاحين وحرفيين.. وتعميق التفاعل مع المواطنين لتجاوز المنعكسات السلبية للأزمة».

وقال بيان نشر على الموقع الإلكتروني للحزب إن اللجنة المركزية «عقدت صباح (أمس) الاثنين اجتماعا موسعا برئاسة السيد الرئيس بشار الأسد الأمين القطري للحزب»، تم خلاله «اختيار قيادة قطرية جديدة» أوردت أسماء أعضائها، بينهم رئيس مجلس الشعب جهاد اللحام، ورئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، ورئيس اتحاد طلبة سوريا عمار الساعاتي، ووزير الكهرباء عماد خميس، ورئيس اتحاد العمال محمد شعبان عزوز، والسفير السوري لدى مصر يوسف الأحمد، ووزير الأشغال العامة حسين عرنوس.

يشار إلى أن هؤلاء أظهروا خلال عامين من الأزمة التي تهدد نظام الأسد، ولاء منقطع النظير ومشاركة فعالة في دعم وتبرير العمليات العسكرية في مختلف أنحاء البلاد. ويرتبط بعضهم بعلاقات شخصية ومباشرة مع الأسد وشقيقه ماهر لا سيما عمار ساعاتي رئيس اتحاد الطلبة المحسوب على الأخير، ويوسف الأحمد المرتبط بعلاقة مصاهرة مع عائلة مخلوف أخوال الأسد، كما يرتبطون بعلاقات عمل ومصالح وثيقة. ليكون هذا التشكيل الجديد للقيادة القطرية للحزب مؤشرا على «تطويب الحزب ملكا لعائلة الأسد، بعد أن كان ستارا للحكم العائلي»، بحسب تعبير أحد الحزبيين القدماء من المنكفئين عن النشاط الحزبي.

وتضم القيادة كذلك كلا من هلال هلال وعبد الناصر شفيع وعبد المعطي مشلب وأركان الشوفي ونجم الأحمد وخلف المفتاح ومالك علي، بالإضافة إلى سيدة واحدة هي فيروز موسى.

ويبلغ بذلك عدد أعضاء القيادة الجديدة 16، بمن فيهم الأسد، فيما كانت القيادة السابقة المنتخبة في 9 يونيو (حزيران) 2005، مؤلفة من 15 عضوا، بينهم وزير الدفاع الأسبق حسن تركماني ورئيس الأمن القومي هشام بختيار اللذان قتلا في انفجار استهدف اجتماعا أمنيا في دمشق في 18 يوليو (تموز) 2012. ويأتي اجتماع اللجنة المركزية وانتخاب القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي، بعد مطالبات كثيرة من الموالين للنظام بعقد مؤتمر قطري وإجراء إصلاحات في الحزب، إلا أن هذا المؤتمر تأخر ليعقد أمس في أجواء تعتيم إعلامي، حيث لم يتم نقل مباشر للافتتاح ولم يعلن عن مكان انعقاده لأسباب «أمنية». وبحسب مصادر حزبية، فإن الاجتماع اقتصر على أعداد محدودة من الحزبيين، بعيدا عن الإعلام وفي أجواء شبه سرية.