ابن الرئيس المعزول وابنة الرئيس المؤقت يثيران اهتمام المصريين

أسامة دعا للثبات.. وياسمين قالت إن حسابات والدها الإلكترونية مزيفة

TT

بعيدا عن الاشتباكات والأحداث الدامية التي تشهدها مصر بسبب الخلافات بين الفرقاء السياسيين، شغلت كلمتان لابن الرئيس المعزول محمد مرسي، واسمه «أسامة»، وابنة الرئيس الحالي عدلي منصور، واسمها «ياسمين»، المصريين خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مرسي في كلمة وسط حشد من مؤيدي والده إن الشعب سيواصل الانتفاضة من أجل عودة الشرعية الديمقراطية التي جاءت بمرسي لرئاسة البلاد الصيف الماضي. وتزامن ذلك مع ظهور سبعة حسابات على الأقل للرئيس الجديد منصور، تضمنت بيانات وتصريحات أثارت زوبعة في بعض الأوساط العامة، إلا أن ابنته ياسمين قالت إن الحسابات على «تويتر» المنسوبة لوالدها مزيفة.

وجرى عزل مرسي عن الحكم الأسبوع الماضي، بينما تولى منصور موقع الرئاسة بدلا منه - وبشكل مؤقت - يوم الخميس الماضي، مما أثار غضبا واسعا في أواسط التيار الإسلامي الموالي لمرسي. وألقى أسامة كلمة لمناصرة والده أشعل فيها حماس مؤيديه في ميدان رابعة العدوية شرق القاهرة، الليلة قبل الماضية، ووجه رسالة لوالده قال فيها «إنني أوجه لأبي نداء الآن.. اثبت يا أبي، ولتكمل مسيرتك ولا تركن إلى الذين ظلموا، فنحن وعائلتنا نذرناك للوطن حسبة لله، ولا تفرط يا أبي في مبادئ ثورتنا». وأضاف «أقول لك يا أبي إن كنت تسمعني الآن، أو فالله سيبلغ عني: كل عائلة مرسي في الميادين، وجئت اليوم إلى ميدان رابعة، لا لأهتف لشخص أو لحزب، وإنما أهتف لتأييد الحق.. أقول لك يا أبي باسم أسرة الرئيس: يا والدي اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون». وقال أسامة مرسي أيضا «أوصاني أبي وقال إذا رأيتم دمائي تسيل فاعرفوا أني على الحق، وإذا رأيتموني مع أهل الباطل في انسجام، فاعرفوا أني على باطل».

كما وجه ابن الرئيس المعزول كلمة للمصريين دعاهم فيها للانتفاضة، وأضاف «أقول لكم يا شعب مصر العظيم، هذه ثورة من أجل مصر.. فلينتفض شعبها ويكمل ثورته.. فشاء الله وقدر هذا الطريق.. فنحن في خندق الحق من هذا اليوم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا».

وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي وعدة برامج للدردشة على فضائيات التلفزيون كلمة نجل الرئيس السابق بالتحليل، وقال الدكتور ثروت الخرباوي، وهو قيادي إخواني سابق، إنه «خطاب من ابن موجوع لأبيه»، بينما اعتبرها البعض الآخر محاولات يائسة من الجماعة وأسرة الرئيس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط تحديات صعبة يمكن أن تطيح بتاريخ جماعة الإخوان، التي تولت الحكم للمرة الأولى طوال السنة الماضية، بعد أن تأسست شرق القاهرة عام 1928.

وفي الجانب الآخر، تصدت ابنة الرئيس المؤقت منصور لمحاولات نشر تصريحات على لسان والدها، بعد أن ظهرت سبعة حسابات على الأقل منسوبة للرئيس منصور، على الرغم من أن ما جرى تدوينه على هذه الحسابات لم يصل إلى حد تشويه الرجل أو مواقفه المعلنة سلفا، ومن بينها، وفقا لما ظهر أمس على أحد الحسابات التي تحمل اسمه «ما يحدث في الشارع الآن من انقسام بين المصريين يدمي القلب ويحزنه». و«يا شعب مصر لنتكاتف في بناء مصر، وازدهارها، وإصلاح اقتصادها من دون استقطاب لحزب معين أو فصيل. فلنتجاوز الاستقطاب إلى البناء والازدهار».

كما جاء على حساب آخر منسوب للرئيس منصور قوله «لا صحة لتعيين أحد حتى اللحظة رئيسا للحكومة، لكن المشاورات مع الأطراف السياسية ما زالت مستمرة لتعيين رئيس الحكومة». وقال أيضا «التقيت اليوم بعدد من شباب الثورة فأعجبت بحذقهم وذكائهم وحبهم لوطنهم ومعرفتهم السياسية الواسعة في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية».

وظهرت الحسابات التي تحمل اسم «عدلي منصور» بعد ساعات من أدائه اليمين القانونية، لكن ياسمين نفت وجود أي حسابات لوالدها على موقع «تويتر» وأكدت، في تغريدة عبر حسابها باللغة الإنجليزية، أن جميع الحسابات التي تحمل اسمه على الموقع مزيفة.

وعلق خالد عبد الراضي، المتخصص في شؤون مواقع التواصل الاجتماعي بالقاهرة، أن الحسابات المزيفة للشخصيات العامة تبدأ عادة ببث تعليقات تتماشى مع موقفه المتوقع من الرأي العام، حتى يتم تصديق صحة الحساب، إلا أنه بعد أن يجمع الآلاف من المتابعين، يبدأ مدير الحساب في بث التصريحات التي يريد نسبتها للشخصية العامة، لإثارة الفتنة والبلبلة، مشيرا إلى أن عددا من الشخصيات المصرية والعربية عانت من هذه المشكلة في الفترة الأخيرة.