لقاءات فلسطينية - إسرائيلية في مقر الرئاسة الفلسطينية والكنيست وفق مبادرة جنيف

زعيم يميني إسرائيلي: اللقاء زاد الأمل بالسلام في المنطقة

TT

بث أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه، مزيدا من الأمل في إحياء مفاوضات سلام جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد إعلانه أن القيادة الفلسطينية مستعدة لاتخاذ خطوات غير مسبوقة أثناء عملية التفاوض مع إسرائيل.

ولم يفصح عبد ربه في لقاء مع أعضاء من حزبي الليكود وشاس الإسرائيليين في رام الله، عن أي تفاصيل، لكنه ناقش إلى جانب مسؤوليين في حركة فتح مع الأعضاء الإسرائيليين، سبل دفع العملية السلمية.

وقال عبد ربه إن الفلسطينيين لا يعطلون المفاوضات بطلبهم ضمانات لإنجاح العملية السلمية وإنما يتخذون موقفا مسؤولا بذلك. وأكد أن توقعات الجانب الفلسطيني، إيجابية بشأن إطلاق علمية سلام، بعد جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة.

ويشير اللقاء نفسه الذي يعتبر الأول من نوعه منذ سنين، ونظمته مبادرة جنيف، إلى إمكانية استئناف المفاوضات، ويعتبر محاولة لخلق حالة تواصل على مستوى أوسع في ظل رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا الالتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون ضمانات تفاوضية.

ولم تقتصر لقاءات جنيف على رام الله، بل عقد لقاء آخر، أمس، ضم الوزير السابق أشرف العجرمي، في قاعة الكنيست الإسرائيلي.

ومبادرة جنيف، المعروفة بـ«اتفاق الوضع النهائي»، هي خطة سلام غير رسمية تفاوضت عليها شخصيات إسرائيلية وفلسطينية معروفة في 2003. وتنص المبادرة على أن تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية تقوم بالاعتراف بإسرائيل، وتعتبر الدولتان وطنا للشعبين على أن يتم ترسيم الحدود إلى خط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967.

ولم يحظ الاتفاق بموافقة رسمية، وهوجم شعبيا في الأراضي الفلسطينية، واتهم صانعوه بالتفريط بحق العودة للاجئين.

وفي اجتماع رام الله، شارك من الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه ونبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى جانب العجرمي ومسؤلون كبار آخرين، وعن الجانب الإسرائيلي، شارك قادة في حزب الليكود، ومستشارون وناشطون، أما في لقاء الكنيست فقد شارك العجرمي إلى جانب الأكاديمي الفلسطيني، خليل الشقاقي، ومن الإسرائيليين، وزيرة القضاء تسيبي ليفني وزعيمة المعارضة شيلي يحمفوتش ونائب رئيس الكنيست إسحق فكينين وزعماء أحزاب.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن اللقاءات بحثت مواقف الطرفين بشأن الحلول الممكنة للصراع وإطلاق عملية سلام.

ورحب عبد ربه بالوفد الإسرائيلي في مقر المقاطعة في رام الله، ووصف اللقاء بالاستثنائي والفريد من نوعه الذي لم يحدث منذ وقت طويل، وأضاف: «الاتفاقات تتم بهذه الطريقة من خلال مباحثات مباشرة وليس عبر وسطاء».

واستعرض عبد ربه تاريخ ومفاصل المفاوضات المهمة، وقال إن «الطرفين كانا على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي خلال ولاية رئيس الوزراء الأسبق إيهود أول مرت، ورد عليه أحد مسؤولي الليكود متهما الفلسطينيين بإفشال الاتفاق».

ودار نقاش واسع، أكد أن الفجوة ما زالت كبيرة بين الطرفين، رغم الأجواء التي تخللها الكثير من المزاح بحسب صحيفة «يديعوت أحرنوت».

ودعا مسؤولو الليكود المسؤوليين الفلسطينيين إلى تقبل فكرة دولة فلسطينية مؤقتة الحدود من أجل تجاوز الإشكاليات، لكن ذلك قوبل برفض قاطع من قبل الفلسطينيين المشاركين.

وفي الكنيست الإسرائيلي، وصل الفلسطينيون رغم معارضة أعضاء كنيست، دخول العجرمي، ومن بينهم، زبولون كالفا، الذي أرسل كتابا إلى رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، طالبه فيه بمنع دخول العجرمي باعتباره سجينا أمنيا سابقا ومؤيدا للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وتناقش الفلسطينيون والإسرائيليون حول عملية السلام.

ووجه وزير العلوم والتكنولوجيا يعقوب بيري من حزب هناك مستقبل نداء إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من أجل العودة إلى مفاوضات السلام. واتهم بيري الفلسطينيين بتعطيل المفاوضات، فرد عليه العجرمي قائلا، إن «مفاوضات سرية مباشرة أجريت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون جدوى». وأضاف: «سأكشف سرا. لقد أجرينا أخيرا مفاوضات مع نتنياهو في بيته. جلسنا لساعات كثيرة وقاد ذلك عبد ربه نفسه».

ولم يكشف العجرمي عن وقت هذه الاتصالات، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى بشكل قاطع تصريحات العجرمي.

وفي غضون ذلك، أكد النائب يعقوب مارغي من حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين في إسرائيل، أن اللقاء عزز الأمل في السلام في المنطقة. وقال في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «هذه اللقاءات ستتواصل في القريب من أجل تثبيت البنى التحتية الشعبية الضرورية لدعم المفاوضات».

وأضاف مارغي: أن «لقاء رام الله الجديد كان بمثابة قفزة إلى أعلى في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، إذ إن عددا كبيرا من قادة حزب الليكود شاركوا فيه لأول مرة في تاريخ العلاقات بين الطرفين».

وقال مارغي، وهو وزير سابق في حكومة نتنياهو: «جئنا إليكم برسالة سلام وحوار تدعم القاعدة الشعبية للسلام بين الشعبين». وأضاف: أن «هناك خلافات كبيرة بين الطرفين، تجلت في هذا اللقاء أيضا، ولكن الحوار كان بناء». وضرب مثلا على ذلك بقوله: «أحد المشاركين في اللقاء طرح سؤالا حادا قال فيه إنه لا يفهم لماذا يرفض الفلسطينيون أن يوافقوا على اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيقيموا دولة فلسطينية الآن في حدود مؤقتة، لتبدأ مفاوضات سلام بين الدولتين على الحدود النهائية. فرد الفلسطينيون على ذلك بالقول إن دولة بحدود مؤقتة ليس واردة بالحسبان بالنسبة إليهم، لأنهم يخشون من أن تتحول إلى حدود دائمة. ولكن خلال الحوار، رأينا أن الشكوك بين الطرفين بدأت تزول واتضح أن بالإمكان التوجه إلى حلول تدريجية، إذا كان هناك اتفاق مسبق على الأمور الأساس».