المفتي قباني في رسالة رمضان: الفتن تترقب الفرصة لتنقض علينا

حذر من التقاتل بين اللبنانيين

TT

حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من «الفتن المتنقلة» في لبنان والتقاتل بين اللبنانيين، وانتقد تسابق القوى السياسية لـ«الاستيلاء على السلطة»، ودعا جميع القيادات السياسية والدينية في لبنان إلى تحمل مسؤولياتها عبر الخطاب السياسي المعتدل.

وقال المفتي قباني في رسالة شهر رمضان المبارك وجهها من دار الفتوى أمس، إن «الفتن المتنقلة التي تدور في أفق وفضاء وطننا لبنان وعلى أرضه، تترقب الفرصة السانحة لتنقض على اللبنانيين وتتمكن منهم، وهي تبتغي اقتتال اللبنانيين بين بعضهم، واقتتال العرب فيما بينهم، وقتال المسلمين لبعضهم أيضا».

وأضاف أن «التعصب المستشري في صفوفنا، كل لرأيه وحزبه وجماعته ومعتقده ومعسكره، وتسابق الكل للاستيلاء على السلطة دون الآخر، لن يزيدنا إلا ضعفا، وهذه العصبيات التي تغلغلت فينا ما جعلتنا إلا أدوات لمشاريع لم نضعها نحن لأنفسنا، بل أكثرها مشاريع الغير على أرض وطننا لبنان، وهي لن تعود على وطننا وأمتنا في محيطنا إلا بالخراب والويلات».

وشدد على أن «التصدي للفتنة واجب ديني ووطني على المسلمين والمسيحيين، ودار الفتوى في الجمهورية اللبنانية تقوم بدور فعال لتجنيب لبنان أسباب الفتنة ومسبباتها بالتعاون مع الجميع، وتدعو القيادات السياسية والدينية إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الحرجة بالحوار وبالخطاب السياسي المعتدل الذي يطمئن اللبنانيين والعمل على إعادة الثقة فيما بينهم وإبقاء الخلاف السياسي في حدوده السياسية وعدم تجاوزه ليمس المشاعر التي تنزلق بهم للفتن».

وأعرب المفتي عن اعتقاده بأن «ما يحصل في بعض المناطق بين الحين والآخر من أحداث أمنية يستدعي منا مزيدا من الالتفاف على بعضنا البعض وتحصين مؤسساتنا الرسمية الحاضنة للجميع، ولا خوف إن شاء الله تعالى من فتنة داخلية ما دامت القيادات اللبنانية تتحلى بالحكمة والوعي والحوار بين جميع القوى للتوصل إلى حلول إنقاذية تصون البلد وتوفر له أمنه واستقراره».