حازم الببلاوي.. «رجل الأزمات» في مقعد رئيس حكومة مصر

يواجه واقعا اقتصاديا صعبا.. واستقطابا سياسيا حادا

د. حازم الببلاوي
TT

يتولى رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي رئاسة وزراء البلاد في ظرف دقيق، بعد متاعب وأزمات مرت بها مصر منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) حتى الآن. آمال المصريين معقودة على الاقتصادي المخضرم في إعادة إنعاشه وعبور الفترة الانتقالية التي تمتد لستة أشهر دون مزيد من التدهور.

أربعة أشهر قضاها الدكتور الببلاوي داخل ثاني حكومة مصرية بعد الثورة؛ كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير للمالية منتصف يوليو (تموز) 2011. إثر حركة التغييرات التي أجرتها حكومة الدكتور عصام شرف، ثاني رئيس وزراء يتولى إدارة البلاد بعد الثورة. وكان من بين ثلاثة أسماء رشحت لرئاسة أول مجلس للوزراء بعد الثورة، وكان وقتها يعمل مستشارا لصندوق النقد العربي وطرح اسمه وقتها الدكتور محمد البرادعي.

استطاع الببلاوي وقت عمله وزيرا للمالية أن يقنع جنرالات الجيش الذين أداروا البلاد عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك بضرورة الحصول على قروض خاصة من صندوق النقد الدولي، ووضع خلال تلك الفترة برنامجا للإصلاح الاقتصادي ضمنه في آخر مؤلفاته التي حملت عنوان (أربعة شهور في قفص الحكومة).

ولد (حازم عبد العزيز الببلاوي) في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 1936. ويعد اقتصاديا ومفكرا وكاتبا شهيرا، كما أنه نائب سابق لرئيس حزب الجبهة الديمقراطية، ومستشار صندوق النقد العربي بأبوظبي.

حصل الببلاوي على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1957. ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1958. ودبلوم في الدراسات العليا في القانون العام عام 1959 من جامعة القاهرة. كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية من جامعة جرينوبل بفرنسا عام 1961، ودكتوراه الدولة في العلوم الاقتصادية من جامعة باريس عام 1964.

كما حصل الببلاوي على الكثير من الجوائز والأوسمة منها جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في الاقتصاد على مستوى الوطن العربي عام 1983. وسام جوقة الشرف من فرنسا عام 1992. وسام ليوبولد من بلجيكا عام 1992، بالإضافة لوسام الأرز من لبنان عام 2001، وله الكثير من المؤلفات في الاقتصاد منها «النظام الاقتصادي الدولي المعاصر»، و«الاقتصاد العربي في عصر العولمة»، و«نحن والغرب ودور الدولة في الاقتصاد».

شغل الببلاوي الكثير من الوظائف والمناصب منها مدرس بالجامعة الأميركية وجامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية. وهو أيضا أستاذ زائر بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وأستاذ زائر بجامعة السربون بفرنسا. عمل مستشارا لوزير التخطيط المصري، ومستشارا لوزير المالية الكويتي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.

يؤمن الببلاوي كثيرا بأهمية تكامل الدول العربية اقتصاديا، وقال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»: «مصر تحتاج إلى استراتيجية اقتصادية عربية طويلة الأجل، ويجب أن نعرف ظروف تلك الدول بالضبط، فعندنا دول عربية نفطية ودول أخرى غير نفطية.. الدول النفطية سيكون لديها فائض في موازنتها لسنوات مقبلة، والفوائض المالية تستخدمها في العالم كله وهذا حقها، ولكن الأهم هو كيفية جعل مصر عاملا جاذبا ومغريا لها».